الصفحة الرئيسية   الأخبار الإعلامية  
افتتاح أسبوع العلم الخمسين في جامعة الفرات
الأحد, 28 تشرين الثاني, 2010

 

28 تشرين الثاني , 2010
افتتح المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء اليوم فعاليات أسبوع العلم الخمسين "المؤتمر الدولي حول تحديات تحسين الإنتاجية وسبل تطويرها في القطاع الزراعي" وذلك في جامعة الفرات بمدينة دير الزور بمشاركة باحثين من 22 دولة عربية وأجنبية ومن سورية.
وأكد المهندس عطري أن انعقاد المؤتمر الدولي حول تحديات تحسين الإنتاجية وسبل تطويرها في القطاع الزراعي في إطار أسبوع العلم الخمسين يشكل فرصة للتعاون الأكاديمي وتبادل الخبرات والتجارب بين الباحثين والهيئات والمراكز البحثية وتأكيداً جلياً على أهمية البحث العلمي ودور الجامعات في تقدم المجتمع ودعم عملية البناء والتنمية الشاملة التي تشهدها سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد في المجالات المختلفة.
وقال المهندس عطري إن المؤتمر يتصدى لموضوع حيوي ويقف على قضية في غاية من الأهمية ألا وهي المسألة الزراعية والإنتاجية التي حظيت باهتمام واسع ضمن أولويات العمل الحكومي مؤكداً أن القطاع الزراعي يعد أحد ركائز ودعائم الاقتصاد الوطني وسيبقى دائماً موضع دعم وهدفاً رئيسياً في خطط الدولة وبرامجها التنموية نظرا لما لهذا القطاع من أهمية إستراتيجية لدواع واعتبارات وطنية وضرورات ومتطلبات اقتصادية واجتماعية.
وأشار المهندس عطري إلى أن سورية أولت عملية التنمية الزراعية جل اهتمامها وركزت خطط الدولة وبرامج الحكومة التي تقوم وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بتنفيذها في هذا القطاع بالتعاون والتنسيق مع الوزارات والهيئات والمنظمات الشعبية على إعادة رسم السياسات والإستراتيجيات الزراعية بهدف الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة والانتقال من مفهوم الاكتفاء الذاتي إلى مفهوم الأمن الغذائي من خلال العمل على تنويع الإنتاج الزراعي وتحسين نوعيته واستنباط أصناف زراعية قادرة على التكيف مع الشروط البيئية والتبدلات المناخية وتحسين السلالات الحيوانية وتشجيع الاستخدام الأمثل للموارد المائية ووضع سياسة إستراتيجية لإدارة التنمية الزراعية في البادية السورية تكفل الحد من التصحر وتعيد التوازن والعافية لمكوناتها البيئية وعناصرها الطبيعية والنباتية.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء ان تنفيذ السياسات الزراعية وترجمتها على أرض الواقع اقتضى إعادة النظر بخطط البحوث الزراعية وتأمين متطلبات تطويرها وتوفير الدعم والتمويل اللازمين للأبحاث العلمية والتجارب الزراعية ورافق ذلك توظيف استثمارات مالية ضخمة خصصتها الحكومة لقطاعي الزراعة والري في خططها الخمسية وموازناتها السنوية ولاسيما خلال سنوات الخطة الخمسية العاشرة لإقامة شبكات الري والسدود وتنفيذ المشروعات المائية واستصلاح الأراضي والتحول إلى الري الحديث ودعم المنتجات الزراعية.
وأوضح المهندس عطري أن الدعم الذي تقدمه الحكومة لقطاعي الزراعة والري والإجراءات المتخذة في هذا المجال أدى إلى تحقيق نهضة زراعية حقيقية تمثلت نتائجها في زيادة الإنتاج والطاقة الإنتاجية الزراعية وارتفاع مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي حيث وصلت هذه المساهمة إلى 25 بالمئة وهي نسبة تؤكد سلامة النهج والأهداف والتوجهات المخطط لها في هذا القطاع.
وبين رئيس مجلس الوزراء أنه وبالرغم مما تحقق من نجاحات وإنجازات في القطاع الزراعي فإن المسألة الزراعية في سورية وفي العديد من دول العالم والمنطقة أخذت تشكو من تحديات جراء حالة الجفاف والتبدلات المناخية وموجات الحرارة المرتفعة والعواصف الغبارية واتساع رقعة التصحر وتراجع الغطاء النباتي وتدهور الموارد المائية والرعوية لافتا الى ان هذا الأمر أصبح يستدعي ضرورة المبادرة وتكامل جهود جميع الوزارات والهيئات المعنية بقطاعات الزراعة والري والأبحاث العلمية بهدف الوقوف على واقع الزراعة وتحدياتها الراهنة ومراجعة السياسات والاستراتيجيات الزراعية وإيجاد الحلول الناجعة لمعالجتها وتقليل آثارها والحد من أضرارها.
وقال المهندس عطري من هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر ومحاوره وما سيناقشه من قضايا وموضوعات وسياسات زراعية وإجراءات تطبيقية من حيث أنه يشكل وقفة علمية تتمحور حول واقع الزراعة في سورية وتحدياتها التنموية والخروج بتوصيات ومقترحات تفضي إلى التقليل من مخاطر التبدلات المناخية سواء من حيث العمل على استنباط أصناف زراعية جديدة تلائم واقع البيئة وتقاوم عوامل الجفاف والمتغيرات المناخية أو من حيث تحسين السلالات الحيوانية.
ودعا المهندس عطري إلى التركيز على سبل تحسين الإنتاجية الزراعية والاستفادة من التقانات الحيوية والتحسين الوراثي وتجارب وخبرات الدول العربية والأجنبية لزيادة الإنتاجية في وحدة المساحة ما يحقق الوفرة الغذائية والريعية الاقتصادية لافتاً إلى أن ذلك يشكل دافعاً لتشجيع الاستثمار الزراعي وإقامة المشاريع الاستثمارية العامة والخاصة المحلية والخارجية في مجالات الزراعة وتنمية الثروة الحيوانية وما يتصل بذلك من صناعات غذائية وحرف ومهن يدوية تحقق استقرار المجتمع وتوفر فرص العمل وتؤمن الاحتياجات الداخلية وتسمح بتصدير الفائض منها إلى الأسواق الخارجية.
وقال رئيس مجلس الوزراء إننا في الحكومة نعقد آمالاً على ما سيناقشه المؤتمر وما سيخرج به من نتائج وتوصيات ومقترحات سنعمل على الاستفادة والأخذ بالمفيد منها وترجمتها ضمن برامج العمل الحكومي وخطط الوزارات المعنية وتأمين مستلزمات ومتطلبات تنفيذها عبر سياسات واضحة وإجراءات ميدانية قابلة للتطبيق بغية البناء عليها لإيجاد حلول عملية تسهم في تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك واستدامة الموارد الطبيعية وضمان حق الأجيال القادمة فيها.
بدوره أوضح الدكتور جاك مارديني رئيس جامعة الفرات أن أهمية اسبوع العلم تبرز من خلال تسليطه الضوء على القطاع الزراعي والإشارة إلى نقاط القوة والضعف وتحديد المتطلبات والسبل الكفيلة بتحسين إنتاجية الأرض الزراعية وتقديم الرؤى والحلول من خلال دعم البحوث الزراعية والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والتقانات الحديثة وصولاً لاستدامة التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي.
وأشار الدكتور مارديني إلى الإستراتيجية التي تتبناها وزارة التعليم بالاهتمام بالجانب البحثي وإسقاط نتائجه على ارض الواقع إلى جانب اهتمامها بتطوير قطاع التعليم العالي بكافة جوانبه وتوفير فرص تعليمية إضافية وبناء كوادر بشرية وتطوير المناهج والبرامج العلمية وتلبية الاحتياجات التنموية موضحاً أن جامعة الفرات تشهد ضمن هذه الإستراتيجية كل عام افتتاح اختصاصات جديدة وتطورات كبيرة بما يسهم في توفير مستلزمات العملية التدريسية والبحثية في ظل احتضانها نحو خمسين ألف طالب وطالبة يتوزعون على 23 كلية و12 معهدا في محافظات دير الزور والحسكة والرقة نسبة الإناث منهم 51 بالمئة.
وقال مارديني إن بناء القدرات و تطوير المهارات والارتقاء بالسوية العلمية يمثل أهم أولويات إدارة الجامعة حيث انها وقعت العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون مع مختلف الجهات ولاسيما وزارة الصحة لتجهيز مشفى جراحة القلب إضافة إلى اتفاقيات أخرى للتعاون مع الجامعات العربية والإقليمية والدولية بما يحقق هذه الغاية.
ولفت مارديني إلى نشاط الجامعة في تأهيل المعلمين الوكلاء ضمن برامج التعليم المفتوح في كليات التربية التي تأتي أيضا ضمن خطتها في بناء القدرات وتطويرها مشيراً إلى أنه تم قبول 9 آلاف معلم وكيل في الجامعة سيتم تأهيلهم على مدار السنوات الخمس القادمة على نفقة الجامعة اعتبارا من العام الحالي.
وأشار الدكتور نبي رشيد محمد معاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر إلى أهمية المؤتمر لكون القطاع الزراعي في سورية يشكل أحد اهم ركائز الاقتصاد الوطني نظراً لما يسهم به هذا القطاع في الميزان التجاري ودوره الكبير في تأمين الغذاء للسكان واستيعابه لقوة العمل والحد من الفقر حيث شهدت الزراعة في سورية تطوراً كبيراً نتيجة زيادة المساحات المروية ودخول مساحات جديدة في الزراعة بعد استصلاحها إضافة إلى توفير كافة خدمات ومستلزمات الإنتاج الزراعي ما مكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتي في معظم المنتجات الزراعية والنباتية والحيوانية.
ولفت رشيد محمد إلى أن الحكومة عملت على إعداد البنية التشريعية والمؤسساتية اللازمة لتنمية القطاع الزراعي إضافة الى العمل من خلال الجهات البحثية الزراعية على تطوير كل ما من شأنه خدمة هذا القطاع وزيادة مردوده تعزيزاً لمقومات التنمية المستدامة وتحقيقاً للأمن الغذائي.
ودعا معاون وزير الزراعة إلى الاهتمام بالبحوث العلمية والتطبيقية ووضع الخطط التنموية المدروسة والاستفادة من نتائج أبحاث الخبراء والمختصين السوريين والعرب والدوليين وحصيلة دراساتهم و ابحاثهم بما يسهم في تطوير الإنتاج وزيادة الإنتاجية في وحدة المساحة والتخفيف من آثار الظواهر المناخية غير المسبوقة بمنهج علمي يراعي ويأخذ في عين الاعتبار تأثر القطاع الزراعي بتلك المتغيرات.
من جانبه أشار الدكتور واثق رسول آغا أمين مجلس التعليم العالي رئيس اللجنة التنظيمية إلى أن القطاع الزراعي والريفي في سورية يعد من أهم قطاعات الاقتصاد الوطني نظراً لإسهاماته المرتفعة في الناتج المحلي الإجمالي وتشغيله لنحو 20-25 بالمئة من قوة العمل الإجمالية الى جانب أهميته في إجمالي التجارة التي تتراوح بين 12-22 بالمئة ودوره الكبير في تحقيق الأمن الغذائي.
ولفت رسول آغا إلى أنه وبالرغم من تحقيق القطاع الزراعي للعديد من الانجازات فانه لا تزال تعترضه العديد من الصعوبات والتحديات وفي مقدمتها محدودية الموارد الأرضية والمائية ووجود فجوة في إنتاجية وحدة المساحة بين البحوث العلمية والمنفذ عند المنتجين الأمر الذي يتطلب العمل على رفع إنتاجية وحدة المساحة واعتماد الأصناف الملائمة للظروف الجوية التي تحد من استهلاك المياه من جهة وزيادة العائد الاقتصادي من جهة أخرى وتلبية أكبر قدر ممكن من الطلب المتزايد على الغذاء.
ودعا أمين مجلس التعليم العالي إلى ضرورة الوقوف على النجاحات التي تحققت والإخفاقات التي حصلت في معالجة قضية تحسين الإنتاجية ومدى إسهام الجامعات والمراكز العلمية البحثية الوطنية في هذا المجال وتقييم الإنجازات العلمية بهدف تصويب المسار والارتقاء بأداء المسيرة العلمية والتنموية في سورية.
وكان المهندس عطري دشن قاعة الإنترنت في كلية الزراعة بالجامعة التي تحوي 100 حاسوب بتكلفة 9 ملايين ليرة لتلبية احتياجات الطلبة والبحث العلمي في الجامعة.
حضر افتتاح الأسبوع أسامة عدي عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب العمال والفلاحين القطري والدكتور عادل سفر وزير الزراعة والإصلاح الزراعي والدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي والدكتور يعرب بدر وزير النقل والدكتور تامر الحجة وزير الإدارة المحلية والدكتور جورج ملكي صومي وزير الري وحماد السعود رئيس اتحاد الفلاحين والدكتور طه خليفة أمين فرع الحزب بدير الزور ومحافظ دير الزور المهندس حسين عرنوس ومحمد السطام أمين فرع الحزب بالحسكة ومحافظ الحسكة معذى سلوم وعدد من رؤساء الجامعات السورية ورؤساء بعض الهيئات والمراكز العلمية العربية والدولية وعدد من أعضاء مجلس الشعب والفعاليات العلمية في دير الزور.
ويهدف الأسبوع الذي يقام بالتعاون بين وزارات التعليم العالي والزراعة والإصلاح الزراعي والري إلى تحليل واقع القطاع الزراعي بسورية وتسليط الضوء على نقاط القوة والضعف فيه وتحديد المتطلبات والسبل لتحسين إنتاجية الأرض الزراعية وصولاً لاستدامة التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي للأجيال الحاضرة والمقبلة والاستفادة من تبادل الخبرات والمعرفة في هذا المجال.
وتركز محاور الأسبوع على تحديات تحسين الإنتاجية والسبل الكفيلة بذلك إلى جانب تجارب تقانات حديثة جرت في دول وبيئات مماثلة للبيئة السورية في هذا المجال وتشمل أعماله 161 ورقة علمية تقدم بها باحثون من سورية و لبنان والأردن والعراق والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة واليمن ومصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وأستراليا والهند وبنغلادش وروسيا وهنغاريا والنمسا وايطاليا وإسبانيا وفرنسا ومن ثلاث منظمات عربية ودولية هي المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "اكساد" والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "ايكاردا" وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ويعتبر أسبوع العلم تظاهرة علمية ومنتدى للبحث العلمي والمعرفي يجمع بين الباحثين السوريين والعرب والأجانب ويعقد مرة كل عام في شهر تشرين الثاني وتلقى فيه البحوث العلمية المحكمة والدراسات الجديدة ويقوم على موضوع واحد من حقول المعرفة ويتمتع بأهمية تطبيقية ويعالج مسائل حيوية تخدم المسيرة العلمية وتدعم احتياجات التنمية.

دير الزور _سانا


اقرأ أيضاً


إرسال لصديق

طباعة بدون صور

طباعة مع صور