اتفق وزير التعليم العالي الدكتور مالك محمد علي والسفير الإيراني بدمشق السيد محمد رضا شيباني في اجتماع عقد اليوم على إعادة رسم خارطة طريق علمي مشتركة بين الجانبين بحيث تكون الاتفاقيات الثقافية ومذكرات التفاهم المعمول بها حجر الأساس للتعاون بين البلدين والعمل على تشكيل لجنة من الطرفين لحصر ومتابعة المنجز من الاتفاقيات ووضع آليات لتفعيل وتطوير التعاون ولاسيما في الوضع الراهن.

كما اتفق الجانبان على وضع برنامج عمل تنفيذي للتعاون العلمي يواكب العلاقات الإستراتيجية والتطورات المتسارعة علمياً وتقنياً ويلبي احتياجات سورية من المنح الدراسية وإقامة دورات البحث العلمي لأساتذة الجامعات السورية في الجامعات الإيرانية وربط الإنتاج العلمي والمعرفي بين المؤسسات التعليمية في سورية وإيران.

وناقش الاجتماع أوضاع الطلبة السوريين الموفدين إلى إيران والطلاب المقرر إيفادهم لهذا العام والبالغ عددهم 56 طالباً في المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا وإجراءات تسهيل سفرهم ، على أن يتم عقد لقاء توجيهي معهم للتعريف بمايترتب عليهم من حقوق وواجبات والمأمول منهم من حيث المستوى العالي في التحصيل العلمي، إضافة إلى متابعة شؤون الطلاب الإيرانيين الحاصلين على المنح وترتيبات دراستهم في سورية.

كما تطرق الجانبان إلى أهمية الاستفادة من المستوى العلمي والتقني المتقدم في إيران والذي وصلت إليه في ظروف الحصار الصعبة ونقل التجربة الغنية التي اكتسبتها إلى الشعب السوري كنموذج لكل مجتمع يسعى للتطور العلمي مع الحفاظ على استقلاليته.

أكد السيد الوزير على أهمية تعزيز وترسيخ العلاقات العلمية بين البلدين والعمل على بناء شراكة علمية ومعرفية حقيقية بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي لمواجهة الفكر التكفيري الإرهابي المدمر لشعوب المنطقة وثقافتها وقيمها وحضارتها مشيراً إلى هذا اللقاء يأتي تتويجاً للاتفاق السوري الإيراني الذي عقد مؤخراً بين السفير السوري ووزير العلوم والأبحاث الإيراني في مضاعفة المنح الدراسية لطلاب الماجستير والدكتوراه في الاختصاصات الطبية والعلمية الدقيقة من "45 إلى 90" منحة سنوياً حيث أبدت وزارة العلوم والأبحاث الإيرانية الاستعداد لاستضافة أساتذة الجامعات السورية لإجراء دورات البحث العلمي وتقديم 200 منحة دراسية لطلاب المرحلة الجامعية الأولى سنوياً في مختلف الاختصاصات النوعية.

السفير الإيراني محمد رضا شيباني أكد بدوره على أهمية تعزيز مجالات التعاون المستقبلية والبناء على ما تم الاتفاق عليه من تفاهمات مشتركة بلغت 10 مذكرات تعاون ثقافي وعلمي بين البلدين منذ العام 2006 – 2012 ، منوهاً إلى أن الطلبة السوريين هم في المرتبة الأولى من حيث أعداد الطلبة من الدول الأخرى الدارسين في الجامعات الإيرانية.

حضر اللقاء معاون وزير التعليم العالي لشؤون البحث العلمي الدكتور حسان الكردي، ومدير العلاقات الثقافية الدكتور عقيل محفوض ومدير التخطيط والتعاون الدولي رامي كوجان وعن الجانب الايراني المستشار الثقافي السيد أنور حبيبي ، والسيدة راستي مسؤول الملف الجامعي في السفارة الإيرانية.