الصفحة الرئيسية   الأخبار الإعلامية  
د. بركات في افتتاح الندوة الدولية حول التراث العمراني الدولي في جامعة حلب
الثلاثاء, 8 أيار, 2007

  وألقى الدكتور بركات كلمة أكد من خلالها على أهمية المؤتمر في التصدي للوجه القبيحِ لبعضِ نماذجِ القرن الحادي والعشرين والانحرافِ الخطير الذي يشهده العالم  ليصبحَ نتاجُ العقلِ البشري موجهاً نحو الخيرِ وتقدمِ الأمم ،وأحدَ أسبابِ التلاقي والتعاون بين الشعوبِ مشيراً الى ان هذا ما ننتهجُه في سوريةَ سياسياً وتعليمياً، بمد جسورَ التعاونِ والمحبةِ للجميع، والعملُ على أن نكونَ صادقين في عملنا، ونحن ننفذُ سياستَنا الداخلية، التي تقومُ على أسسٍ علميةٍ حضارية، قوامُها التطويرُ والتحديث وإصلاحُ الخلل، بقيادةِ السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد.
 
وبين السيد الوزير ان التراثُ العربيُّ اتصف بخصوصيةِ الإبداع، وعموميةِ النفعِ والفائدة، واتجه إلى خدمةِ الإنسان والنهوضِ بالمجتمعاتِ الإنسانيةِ عامة، ولم يُستَخدَمْ لبسطِ النفوذِ والسيطرةِ، ولا لإذلالِ الآخرينَ والهيمنةِ عليهم، ولم يكن يوماً وسيلةَ ضغطٍ وإكراهٍ على أحد، كالذي نراه اليومَ في كثيرٍ من سياساتِ العالم، من تسخيرٍ للعقلِ البشري في أرقى حالاته،   ليكونَ أداةَ ضغطٍ ووسيلةَ نفوذِ، وسبباً في قهرِ الشعوبِ، بغيةَ فرضِ نموذجٍ واحدٍ على العالم، وإنْ تعارضَ ذلك مع القيمِ الأخلاقيةِ، ومع حقِّ الشعوبِ والدولِ في العيشِ بسلامٍ وأمان، ومع الأعرافِ وقوانينِ الشرعيةِ الدولية، حيث أصبحتِ الفوضى طريقاً إلى التقدم ، وصار التدميرُ سبيلاً إلى الديمقراطية، وسُخّرت قوانينُ الشرعيةِ الدوليةِ للضغطِ على الدول، وما يجري في العراقِ وفلسطين ودارفور، وما يُمارسُ على سوريةَ والمعارضةِ والمقاومة اللبنانيةِ وإيران .
وأضاف إذا كان العالَمُ اليومَ وصلَ إلى ما وصلَ إليه من تقدمٍ علميٍّ هائل، وتطورٍ معرفيٍّ وثقافيٍّ بارزٍ، فإن أساسَه المتينَ يتمثلُ بمخزونِه المستمدِ من التراثِ العربي . فنحن ننتمي إلى أمةٍ تمتدُّ جذورُها الحضاريةُ في أعماقِ التاريخ ، وقدمت للبشريةِ من قيمِ التعاونِ والتآلف، ومبادئ المحبةِ والتسامحِ، والأخلاقِ الحميدةِ والخصالِ الكريمةِ النبيلة ما لم تقدمه أيُّ أمةٍ أخرى، وقد استطاعت هذه الأمة،أن تؤسسَ دولةَ الحضارةِ والمعرفة، وأن تستوعبَ كلَّ الثقافاتِ الأخرى، لتجعلَ منها مزيجاً حضارياً متجانساً فريداً من نوعه، تَطلّعَ إلى خدمةِ الإنسانِ ورقيِّ البشرية، ونظر إلى الآخرِ على أنه شريكٌ وليس عدواً، وهذا ما جعل من الحضارةِ العربيةِ الإسلاميةِ، نموذجاً متميزاً بين الحضاراتِ السابقةِ واللاحقة، سادتِ العالمَ فعمَّ نفعُها على الجميع، وأسهمت في الارتقاءِ بالإنسان وازدهارِ العالم. 
    وأشار السيد الوزير الى أن سوريةَ تحتضنُ مجموعةً هائلةً من الأوابدِ والآثار التي تشهدُ بعراقةِ الحضارةِ في هذا الوطن، وبما وصل إليه أبناؤه عبر العصور من تقدم علمي وثقافي وعمراني، وليست أبجديةُ أوغاريت وألواحُ إيبلا وآثارُ تدمر، ومدرجُ بصرى، إلا بعضَ الأمثلةِ على ذلك، كما أنها تضم نماذجَ متعددة ومتطورةً ومتدرجةً زمنياً، للمدن والأسواقِ والأحياءِ والأبنية، تؤرخُ للتطور العمراني والعلمي للحضارةِ العربيةِ الإسلاميةِ، بدءاً من دمشقَ عاصمةِ الخلافةِ الأولى ومسجدها الأموي الكبير، وانتهاءً بباقي المدن والأسواق والقلاعِ في حلبَ وحمصَ وحماة والساحلِ السوري وقصورِ البادية وغيرها، ولا ننسى الآثار التي خلدتِ الحضارةَ العربيةَ الإسلاميةَ في الأندلس، وقصر الحمراء والحدائقَ المعلقة وغير ذلك.
ثم بدأت الجلسات العلمية على مدرج معهد التراث العلمي العربي والتي تستمر ثلاثة أيام يناقش فيها عدد من الباحثين العرب والأجانب قضايا مهمة تتناول العمران فيالحضارات القديمة والعربية والإسلامية واستراتيجيات الحفاظ على التراث العمرانيالعربي والتحديات التي تواجهه ودراسة واقع التراث العمراني في فلسطين المحتلةوطبيعة الحفريات الحالية في محيط المسجد الأقصى. ‏
الموقع: 8/5/2007‏

اقرأ أيضاً


إرسال لصديق

طباعة بدون صور

طباعة مع صور