الصفحة الرئيسية   الأخبار الإعلامية  
الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي السابع لمجمع اللغة العربية
الأحد, 23 تشرين الثاني, 2008

 

أكدت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية أن سورية احتضنت باستمرار القضايا القومية وآمنت بالروابط العربية وفي طليعتها الرابطة الثقافية مشيرة بهذا الصدد الى احتضان دمشق لمؤتمر وزراء الثقافة العرب هذا الأسبوع...
وقالت الدكتورة العطار في كلمة لها مساء الخميس خلال الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي السابع لمجمع اللغة العربية إنه لا يمكن الحديث عن الثقافة ودورها من دون الحديث عن اللغة العربية التي تعد الأرضية الأساس والركيزة الأولى للثقافة وهي الانتماء والهوية بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معنى.
وأشارت السيدة نائب رئيس الجمهورية الى المتغيرات التي أصابت الأمة العربية من احتلال واستعمار واضطهاد عرقل مسيرتها مؤكدة أن مسيرة الثقافة لا يمكن عرقلتها مهما اشتدت الظروف وتأزمت الأحوال مادمنا نملك الإيمان بأهمية الثقافة واللغة وضرورة استنهاضها وإعادة الألق إليها عبر مؤسساتها ولاسيما مجامع اللغة العربية والمؤسسات الثقافية.
وتحدثت الدكتورة العطار عن دور الإعلام في تدعيم قضية النهوض باللغة العربية ونشرها وتوحيد اللهجات وأهمية استخدام اللغة الفصحى في وسائل الإعلام المختلفة. وأعربت السيدة نائب رئيس الجمهورية عن أملها بأن تقوم مجامع اللغة العربية بدورها في أداء رسالتها في مسألة النهوض باللغة العربية وتحديثها بتعاون كل المؤسسات التربوية والتعليمية المعنية باعتبار أن اللغة عامل موحد بين أبناء الأمة.
ودعا المؤتمر في التوصيات الصادرة عنه مجامع اللغة العربية في مختلف أقطار الوطن العربي إلى الأخذ بالتجديد اللغوي منهجاً في تطوير اللغة لاستمرارية حياتها على ألا يكون في التجديد خروج عن أصول اللغة ونظامها واعتماد الشمولية في التجديد لمختلف أوجه اللغة من نحو وبيان وبلاغة وغير ذلك والعمل على توحيد المصطلحات في علوم اللغة العربية نحواً وبلاغة وإملاء والنأي عن المصطلحات التي تخرج عن المألوف المعتمد والموحد في مناهجنا اللغوية والتربوية. كما حث المؤتمر في توصياته المجامع اللغوية العربية على مواكبة التفجر المصطلحي في ميادين العلوم كافة والسرعة في إيجاد البديل العربي للمصطلحات الأجنبية وتوحيد قواعد الرسم الإملائي وتعميم القواعد الموحدة على نطاق الساحة القومية والعمل على وضع معايير لقياس التمكين من اللغة العربية على غرار ما هو متبع في اللغة الإنكليزية وتوفير الترجمة العربية للمواصفات القياسية المتعلقة باللغة والمصطلحات والمعاجم.
وشددت التوصيات الموجهة إلى وزارات التربية ووزارات التعليم العالي في الوطن العربي على ضرورة الحرص على اطراد القاعدة الإملائية وتجنب الآراء الشاذة والمحافظة على صور الرسم المألوفة وصلاً للحاضر بالماضي وعدم الفصل بين قواعد الإملاء وغيرها من علوم اللغة العربية التي تستدعي ذلك وتوحيد القواعد الإملائية منعاً للاضطراب الذي يحدث في الكتابة بين الدول العربية. وفي مجال البلاغة أكد المؤتمر في توصياته ضرورة العمل على إلغاء التقسيم الثلاثي لعلوم البلاغة وجعلها فناً واحداً والتقليل من التقسيمات والتعريفات التي تضلل الدارس وتنقية البلاغة مما علق بها من مصطلحات الفلاسفة وأهل المنطق والعلوم التي لا تمت إليها بصلة ورفدها بما استجد من دراسات نقدية وأدبية وجمالية بحيث لا يهدم أصولها ولا يمحو معالمها واختيار النصوص رفيعة المستوى وتلمس البلاغة فيما استجد من فنون أدبية تعبرعن المعاصرة وتوحيد أسلوب التأليف في البلاغة.
وحول التجديد في مجال النحو دعا المؤتمر في توصياته إلى الأخذ بالمفهوم المنظومي للنحو أصوات وبنية داخلية وضبطاً للأواخر وتركيباً وأداء ومعاني والابتعاد عن الشذوذات والاستثناءات والمماحكة والتأويلات التي تعسر اللغة وحذف ما لا يفيد في صحة النطق من موضوعات النحو والتركيز على النحو الوظيفي في مراحل التعليم العام.
وفيما يخص مجال تعليم اللغة وتعلمها لفتت توصيات المؤتمر إلى أهمية التركيز على وحدة اللغة والتكامل بين مهاراتها واستعمال الألعاب اللغوية في العملية التعليمية والتركيز على الوظيفية في اختيار الموضوعات وتعليم اللغة من خلال قوالبها وليس من خلال مفرداتها فقط إضافة إلى اعتماد المفهوم المنظومي في بناء المناهج اللغوية مادة ومجتمعاً ومتعلماً وإيلاء الاهتمام بإعداد المعلمين. وتضمنت التوصيات التي توجه بها المؤتمر الى اتحاد مجامع اللغة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "اليكسو" دعم جهود المعجم العربي الحاسوبي واستكمال ما ينقص من مكوناته وقاعدة معطياته والتنسيق بين اللغويين والحاسوبيين في عمل معاجم التجمعات اللفظية الحاسوبية والالكترونية والاهتمام بالتجمعات اللفظية وتخصيص معاجم تضم كل ما كتب في العربية في مجالات الكتابة وتحديث معاجمنا اللغوية وإغناءها بالألفاظ المستجدة لسد النقص في بعض المداخل ودلالاتها المعاصرة كما حث المؤتمر في توصياته اتحاد المجامع على انجاز المعجم التاريخي للغة العربية.
وكان المؤتمر السنوي السابع لمجمع اللغة العربية في دمشق انعقد تحت عنوان "التجديد اللغوي" في الفترة بين الثامن عشر والعشرين من شهر تشرين الثاني الجاري بمشاركة باحثين وخبراء وأعضاء من المجامع اللغوية العربية وجمهور ومتابعي اللغة العربية وألقيت فيه مجموعة من المحاضرات والمداخلات تحت أربعة محاور هي أسس التجديد اللغوي وميادين التجديد اللغوي والتجديد اللغوي في ميدان تعليم اللغة العربية وتعلمها والمحور الأخير حول التجديد اللغوي والترجمة.
حضر الجلسة الختامية الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي وأساتذة جامعيون وعدد من المهتمين باللغة العربية.
 

 


اقرأ أيضاً


إرسال لصديق

طباعة بدون صور

طباعة مع صور