28 آذار, 2024

400 باحث من سورية والعالم في المؤتمر الدولي الأول للعلوم الهندسية بحلب
الأثنين, 3 تشرين الثاني, 2008

 

افتتح المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء أمس المؤتمر الدولي الأول للعلوم الهندسية الذي تقيمه جامعة حلب على مدرج كلية الطب بمناسبة الاحتفال بالعيد الذهبي لتأسيسها.
وأكد المهندس عطري في كلمته خلال افتتاح المؤتمر أن خطط الدولة وبرامجها التنموية أولت اهتماماً كبيراً لتطوير منظومة التعليم في سورية إذ ركزت توجهات الخطة الخمسية العاشرة للتنمية على ضرورة ربط الجامعات بالمجتمع وتوفير متطلبات النهوض بالبحث العلمي وإحداث تغيرات نوعية في العملية التعليمية وهذا ما عملت على تجسيده استراتيجية وزارة التعليم العالي ضمن برامج وخطط قريبة المدى وأخرى بعيدة المدى.
وأشار المهندس عطري إلى أن الجامعات السورية تسعى إلى تطوير منظومة التعليم الهندسي والآلية الناظمة له بدءاً من مراحل التعليم الجامعية الأولى إلى مستويات الدراسات الجامعية العليا وما يتبع ذلك على التوازي من حيث إعادة النظر بمناهج وطرائق التدريس النظرية وتطبيقاتها العملية والتركيز على الاختصاصات النوعية ولاسيما الاختصاصات التقنية التي تحتاجها عملية التنمية مثل الهندسة الإلكترونية والتقنية والمعلوماتية وغيرها التي يحتاجها سوق العمل.
عن قضايا البيئة وسواها من الاختصاصات الهندسية.
وأوضح أن أهمية هذه الموضوعات لا تقتصر على تناول المعلومات والأفكار الجديدة بشانها في إطار ما يمكن أن نسميه الاغتناء المشترك لتطوير العلوم الهندسية فحسب وإنما تتعداه إلى غاية أساسية اخرى هي الربط بين نتائج التطور الهندسي والعملية التنموية.
وأشار إلى الترابط الوثيق بين الهندسة والتنمية وقال إننا لا نعدو الحقيقة حين نؤكد أن العلوم الهندسية هي المفتاح الرئيسي والمحرك الفعال لأي عملية تنموية ولأي تقدم يحرزه المجتمع إذ يصعب علينا أن نتصور إمكانية إحراز أي إنجاز ذي شان في مجالات الحياة العمرانية والصناعية والتكنولوجية والبيئية والزراعية والنقل والاتصالات ما لم يؤسس هذا الإنجاز على الهندسة ويستفيد من وظيفتها التنظيمية وطاقتها الإبداعية وقدرتها على الابتكار وتقديمها الحلول العلمية لاحتياجات الواقع ومتطلباته الراهنة والمستقبلية وعليه فإن انعقاد مثل هذه المؤتمرات النوعية يشكل استجابة علمية هدفها إذكاء الروح البحثية والتعرف على مستجدات الأفكار والاكتشافات الهندسية بما يشكل قوة دفع جديدة تغنى الحياة الإنسانية وتخدم متطلبات التطور ورفاهية تقدم المجتمعات البشرية.
وأشار الدكتور محمد نزار عقيل رئيس جامعة حلب رئيس المؤتمر في كلمته إلى أهمية الدور المهم الذي تقوم به كلية الهندسة في حلب على المستوى الوطني وأثرها في إرساء أسس تقاليد جامعية متينة أسهمت في ترجيح خيار إحداث جامعة مستقلة عام 1958.

وأكد عقيل أن جامعة حلب حافظت منذ تأسيسها على مكانتها الرفيعة في المجتمع السوري وغدت جزءاً من وجدان وذاكرة حلب وقامة علمية ومعرفية شامخة ترفد المجتمع بالأجيال المتعاقبة من الخريجين الطامحين لبناء وطنهم وتشع على محيطها الوطني والعربي والدولي علماً متجدداً وفكراً نيراً.
ولفت إلى أن الجامعة تعمل على الاستمرار في أداء مهامها في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع من خلال وضع الخطط لتطوير المخابر العلمية وافتتاح مخابر جديدة في كليات الجامعة وتوفير فرص التدريب لكوادر الجامعة على طرق التعامل مع المكتبات الإلكترونية وتوظيف تقانات المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية والبحثية والإدارية وزيادة فرص استخدامها من خلال استثمار شبكة التعليم العالي شيرن بالشكل الأمثل كما بذلت الجامعة جهوداً ملحوظة لتطوير واقع الدراسات العليا في كلياتها حيث افتتحت عدداً من درجات الماجستير في اختصاصات نوعية بالاشتراك مع جامعات أوروبية عريقة.
وأضاف أن الجامعة تولي اهتماما لمشروعي إنشاء الحاضنة التكنولوجية في المدينة الصناعية
وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن مسؤولية الجامعات بصفتها صروحاً علمية تنتج ذوي الأفكار الخلاقة تبدو كبيرة من حيث إدراكها وقدرتها على تحقيق التوازن بين تدريس الاختصاصات الهندسية وبين التوجهات التنموية وتلبية الاحتياجات المستقبلية وبشكل خاص الجامعات العربية العامة منها والخاصة ما يوجب عليها اعتماد إستراتيجية واضحة تفسح المجال أمام الاختصاصات النوعية الجديدة وتتبنى سياسات تعليمية تخدم مستلزمات الحاضر وتستشرف آفاق المستقبل وتتواكب مع تطورات العلم والتقانة وتلبية متطلبات القطاعات الخاصة والأسواق الإنتاجية الأمر الذي يؤكد أن الارتقاء بالهندسة تعليماً ومهنة وتدريباً مهمة جماعية مستمرة يجب ألا تقف عند حد وهي مهمة تقع على عاتق المؤسسات التعليمية والجامعية والنقابية في كل بلد والتي عليها أن تنفتح على التجارب والإنجازات الهندسية العالمية وتتواصل معها وتستفيد منها وتضيف إليها بما يغني الخبرات والمهارات المحلية والعربية.
ولفت عطري إلى أن المحاور التي يتضمنها برنامج المؤتمر تغطي مساحة واسعة من فروع الهندسة المعمارية والمدنية والكهربائية والإلكترونية والميكانيكية والمعلوماتية والتقنية فضلاً عما يندرج في إطارها العام من التخصصات الفرعية وتتناول جوانب التخطيط الإقليمي والعمارة المحلية وتأهيل المدن التاريخية والإدارة الهندسية للمنشآت والموارد المائية والسلامة المرورية وبتركيزها على هندسة الاتصالات وتطبيقاتها وأنظمة القيادة المتقدمة وتطبيقات التحكم الصناعي والنظم الإلكترونية والهندسة الطبية والطاقات المتجددة والذكاء الصنعي فضلاً
بحلب واستضافة مقر الأكاديمية العربية للأعمال الإلكترونية التابعة لجامعة الدول العربية ضمن توسع الحرم الجامعي كما أدرجت ضمن الخطة الخمسية العاشرة مشاريع لإحداث وافتتاح كليات للعلوم الطبية التطبيقية والهندسة الطبية والسياحة ومشفى تخصصي لطب وجراحة الأطفال وهي تحرص على إقامة طيف واسع من العلاقات مع اتحاد الجامعات العالمي واتحاد الجامعات الأوروبية والمتوسطة واتحاد الجامعات العربية وأكثر من 150 مؤسسة جامعية عربية وأجنبية.
وبين الدكتور محمد يوسف الهاشم رئيس اللجنة العلمية والتحضيرية للمؤتمر أنه يشارك في هذه التظاهرة العلمية الهندسية 49 جامعة وهيئة عربية ودولية يمثلون 17 دولة عربية وأجنبية من اليمن والأردن ومصر والسعودية والجزائر والعراق والإمارات العربية المتحدة وسورية وألمانيا والسويد والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا واليونان وإيران وتركيا ومنظمات دولية حيث تجاوز عدد المشاركين 400 مشارك يناقشون على مدى ثلاثة أيام 176 بحثاً موزعين على سبعة محاور رئيسية تغطي معظم مجالات العلوم الهندسية.
وأوضح الدكتور سليم الحسيني في كلمته باسم الباحثين أن المؤتمرات العلمية تعطي فرصة للتعارف وتوثيق العلاقات بين الباحثين والعلماء من خلال المداخلات واللقاءات التي تنشئ ارتباطات طويلة المدى وتؤدي إلى تعزيز العلاقات وتطوير البحوث والتعاون في مجالات متعددة.
بعد ذلك قام رئيس مجلس الوزراء ورئيس المؤتمر ورئيس اللجنة العلمية بتكريم عمداء كليات الهندسة بمختلف اختصاصاتها الذين تعاقبوا على هذه الكليات منذ تأسيسها.
ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام يناقش خلالها سبعة محاور رئيسية تغطي معظم مجالات العلوم الهندسية منها التركيز على التعليم الهندسي والحواضن التكنولوجية وواقع التعليم الهندسي والوسائل المؤدية إلى تطويره والتعرف على التقانات الحديثة في التعليم الهندسي والاعتماد وضبط الجودة من منظور المعايير العالمية والمحلية بهدف ربط الجامعات بسوق العمل.
كما تبحث الأوراق المقدمة للمؤتمر في الاستفادة من الجامعات في احتضان ورعاية الشركات الصغيرة وتوفير الدعم العلمي والتقني لها ونقل التكنولوجيا وتوظيفها.
ويتطرق المؤتمر إلى دور المهندسين في ترشيد استهلاك الموارد الطبيعية ودراسة الواقع البيئي في المنطقة والتحديات المستقبلية والفرص المتاحة لحلها وأشكال التلوث المتنوعة التي تواجهها المدن ذات الكثافة السكانية العالية وإمكانية الاستفادة من بعضها كمصدر للطاقة إضافة للتخطيط الإقليمي والترميم والحفاظ على الأوابد الأثرية والمعلوماتية والاتصالات والتحكم وأساليب توليد الطاقة النظيفة وأنظمة القيادة الرقمية المتقدمة والميكاترونيكس وتطبيقات الذكاء الصنعي ونظم الاتصالات المتقدمة.
حضر حفل افتتاح المؤتمر وزراء الري والدولة لشؤون مجلس الشعب والصناعة والدولة لشؤون المشاريع الحيوية والإسكان والتعمير والكهرباء وأمينا فرعي الحزب بحلب وجامعة حلب ورئيس جامعة حلب وأعضاء قيادة فرع جامعة حلب للحزب.
بعد ذلك بدأت فعاليات المؤتمر حيث عقدت ثلاث جلسات علمية تمحورت حول تحديات التعليم الهندسي وآفاق تطوير المناهج والحداثة والتعليم العالي والتحليل اللغوي والرياضي للنصوص العربية من أجل التصنيف الآلي والتحكيم بتوليد القدرة من العنفات الهوائية والمولدات التحريضية ذات التغذية المزدوجة وتشخيص الخطأ في عدم محورية الأدوار المختلطة في المحرك التحريضي ثلاثي الطور ودراسة تجريبية لتأثير توقيت الحقن على أداء محرك الديزل ثنائي الوقود باستخدام الغاز الطبيعي المضغوط السوري ودراسة متغيرات عملية اللحام بالصدم وإدامة التنظيم الفضائي في مقترحات إعادة تأهيل المدينة العربية الإسلامية والتنمية الاقتصادية كمحفز للنمو العمراني وبدائل إعادة إعمار المدن المدمرة بسبب الحروب والحفاظ على المدن الطينية اليمنية وتأهيل المسار السياحي في الساحل السوري.