28 آذار, 2024

ندوة علمية حول تاريخ العلوم عند العرب ( العطاء العلمي العربي في العصور الإسلامية – التأثر و التأثير)
الثلاثاء, 28 تشرين الأول, 2008

 


افتتحت على مدرج كلية الآداب جامعة دمشق كلية الآداب الندوة العلمية التاسعة لتاريخ العلوم عند العرب حول ( العطاء العلمي العربي في العصور الإسلامية التأثر و التأثير) التي تقيمها كلية الآداب و العلوم الإنسانية في جامعة دمشق بالتعاون مع معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب و الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية .
 
و أكد الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي ممثل المهندس محمد ناجي العطري رئيس مجلس الوزراء راعي الندوة أهمية هذه الندوة التي تجمع فيها نخبة من الباحثين و الدارسين للتباحث في انتقال التراث العلمي بين العصور و في مراكز العلم و الحضارة القديمة و دور الترجمة في انتقال العلوم و المعارف و غيرها الأمر الذي يسهم في الوصول إلى الحديث عن ظواهر التأثر و التأثير بين الحضارات مشيرا أن هذه الندوة و أمثالها يصب في الطموح الذي نسعى إليه من اجل بناء سوريا الحديثة و النهوض بالوطن .
 
و أضاف الوزير بركات أن أي حضارة لا تستطيع أن تعيش بمعزل عن الآخرين حيث لا بد من التواصل و التفاعل مع الأمم الأخرى و مع الثقافات السابقة المتنوعة لتصبح أكثر بقاء و أوسع انتشار مشيرا أننا ننتمي إلى أمة تمتد حضارتها في أعماق التاريخ أعطت العالم أول أبجدية فتحت أبواب الكتابة و العلوم و امتزجت بحضارات الأمم الأخرى و تفاعلت معها فأثمرت حضارة عم نفعها العالم شرقا و غربا و امتدت مئات السنين حملت الأدب و الفكر و الفلسفة و العلوم الفلكية و الطبية و الرياضيات و الكيمياء و غيرها حيث برز علماء مازال العالم يقر بتقدمهم و تميزهم يقطف ثمار إبداعهم و علمهم أمثال ابن سينا و ابن النفيس في الطب و الخوارزمي في علم الجبر و ابن حيان في علم الكيمياء و ابن خلدون في علم الاجتماع و غيرهم ممن أصبحوا منارات علمية بارزة في تاريخ العلوم الإنسانية .

 
وركز الوزير في كلمته على مضاعفة الجهود و مواصلة العمل مستفيدين من تراثنا المجيد و ما توصل إليه الآخرون للارتقاء بوطننا إلى المنزلة التي تليق بهم و بماضيهم العلمي و المعرفي المشرف في زمن أصبحت فيه المعرف و العلوم تتطور تطورا هائلا و التعاون مع الآخرين ضمن أسس الاحترام المتبادل .
 
من جانبه أكد الدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق أهمية أبراز دور العرب التاريخي و العلمي في الحضارة الإنسانية مهمة وطنية لابد من أن يتصدى لها الباحثون خاصة و أن الغموض و الإبهام بات يحيط بإبداعاتهم بعدما راح ذكرهم ضحية الإهمال و التشويه في عالم تقوى فيه نزعة التجني على الحضارة العربية الإسلامية و تشويه صورتها و إنكار ما كان العرب المسلمين من تأثير في الحضارة الحديثة
 
و أضاف أن التاريخ العربي حفظ لنا حضارة لابد من الكشف عنها و صفحاته تحفل بالكثير من أسماء و أفعال الأوائل و السابقين من أجدادنا اللذين أغنوا التراث الإنساني بانجازات و مآثر طيبة سامت في بناء الصرح الحضاري الإنسانية و التي كان للعرب دورا مهما في تقدم حضارة البشر عبرة في اكتشافات مذهلة في مختلف مجالات العلوم التطبيقية و الخرائط الجغرافية و خرائط الإبحار إضافة إلى تطويرهم لأجهزة ميكانيكية و بصرية هامة مشيرا ان ازدهار العلوم عند العرب واكبه ازدهار كبير للغة العربية التي اغتنت بمفردات ومصطلحات جديدة مكنتها من استيعاب هذا الكم الهائل من المعارف القديمة و مواكبة التطور الكبير الحاصل بحقول المعرفة الأمر الذي جعل حركة نقل العلوم بالترجمة أسهل و صياغة العملية الإبداعية الجديدة أيسر فكان العصر الذهبي للغة العربية التي كان تعلمها إلزاميا لعدد من جامعات العالم آنذاك .
 
بدورها أشارت الدكتورة حنان قصاب حسن الأمين العام لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية انتقال العرب ما بين حركة الترجمة و حركة التأليف بذلك العصر الذهبي من استيعاب معارف الآخرين إلى صياغة معارفهم الخاصة فكانوا مبدعين مجددين مبتكرين و كانت مدنهم مراكز علمية و معرفية يتحذى لها في العالم فكان العلم و الفكر و الفن و الثقافة موضع رعاية و اهتمام في دمشق عاصمة الثقافة العربية التي أنجبت الفلكي و ابن الشاطر الدمشقي و التي احتضنت الجزري عالم الروافع و النواعير  مشيرة إلى أهمية هذه الندوة التي تعقد في دمشق أحد مراكز العلم الهامة التي تسعى إلى التطوير التعليمي و البحث العلمي.

 
كما أكد الدكتور محمد أمين طربوش عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية في جامعة دمشق و الدكتور مصطفى موالدي عميد معهد التراث العلمي العربي في جامعة حلب و الدكتور محمود سالم الشيخ نائب رئيس جامعة فلورنسا الايطالية للعلاقات مع بلدان الشرق الأوسط في كلماتهم حرص العلماء و المفكرين اللذين لا يألون جهدا في تقييم عصارة فكرهم و جل معارفهم في خدمة الإنسانية و بناء صروح الحضارة في المجتمعات و أن يكون لهم موقعا عظيما و بالغ الأثر في أغناء فعاليات هذه الندوة .
 
و تتناول هذه الندوة التي تستمر ثلاثة أيام مناقشة ستين بحثا لباحثين ينتمون إلى جامعات و مؤسسات و مراكز علمية من عشرين دولة عربية و أجنبية تتضمن موضوعاتها حول مراكز العلم و الحضارة في العالم القديم انتقال التراث العلمي القديم إلى الدولة الإسلامية دور الترجمة في انتقال العلوم و الحضارات القديمة في إسهامات العرب في دراسة وتصحيح علوم الحضارات السابقة و انتقال العلم العربي إلى أوروبا و كيفية تعامل الأوروبيون مع العلم العربي- تدهور الحضارة العربية العوامل الأسباب.