26 نيسان, 2024

تقرير عن زيارة الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي والوفد المرافق إلى المانيا... سباق مع الزمن لمواكبة مسيرة التنمية
الأربعاء, 18 حزيران, 2008

20080618-081732.jpg


وفي هذا المضمار أولت الحكومة اهتماماً كبيراً لقطاع التعليم العالي كونه العنصر الاهم في النمو الاقتصادي وفي تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي لتتمكن مخرجات هذه المنظومة من تلبية متطلبات التنمية الشاملة من خلال تعميق ربط الجامعة بالمجتمع والتركيز على تطوير المهارات التمكنية للفرد في عملية التنمية الوطنية وتطوير علاقات الجامعات التشاركية على المستويين الداخلي والخارجي .

وكانت زيارة الدكتور/ غياث بركات/ وزير التعليم العالي والوفد المرافق له كل من الدكتور / محمد عامر فاخوري / رئيس جامعة البعث والدكتور / محمد معلا/ رئيس جامعة تشرين و / عمار ساعاتي/ رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية، الأسبوع الماضي، إلى المانيا نصيب وافر في تطوير العلاقات العلمية والبحثية مع الجانب الالماني واستجابة لتحدي التطورات العلمية العالمية ومواكبتها بالعمل وفقاً للسياسة الاستراتيجية لوزارة التعليم العالي في تنفيذ الخطّة الخمسية العاشرة على توفير قدرات بشرية عالية الكفاءة قادرة على خدمة القطاع الحكومي وتماشياً مع متطلبات سوق العمل وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث أسفرت الزيارة عن نتائج مثمرة في عقد اتفاقيات في مجال التعاون العلمي والتكنولوجي بين الجانبين توفر من خلالها الفرص للتنوع الثقافي والعلمي في قبول موفدين على الماجستير والدكتوراه في جامعات مختلفة في المانيا وتقديم منح مشتركة لتدريب الموظفين العلميين في الجامعات السورية في برامج الدراسات العليا في المانيا .

20080618-081845.jpg


وقد التقى وزير التعليم العالي والوفد المرافق في بداية زيارته لمنطقة ساكسونيا الالمانية مع وزير العلوم والتقانة ومع العديد من رؤساء الجامعات والمؤسسات والهيئات العلمية والتعليمية والطلاب السوريين الدراسيين في المانيا أكد خلالها على أهمية التعاون العلمي والبحثي القائم بين المؤسسات التعليمية الألمانية والسورية وسبل تعفليها وتطويرها لما فيه خير ومصلحة البلدين الصديقتين وتحقيقاً للأهداف الاستراتيجية لمنظومة التعليم العالي من خلال ما سيحملونه الموفدين السوريين في الخارج من معارف وخبرات تهتم في بناء القدرات التي يحتاجها الوطن والنهوض به.

كما اجتمع وزير التعليم العالي خلال زيارته لالمانيا مع السكرتير الأول لهيئة التبادل الأكاديمي الألمانية //الدااد/ بحضور مسؤولي الهيئة عن قطاعات أسيا وأفريقيا والشرق الأوسط نوقش خلاله مواضيع عديدة في مجال العلاقات العلمية بين الجانبين والتأكد على ضرورة أن تكون العلاقات العلمية مع المؤسسات العلمية السورية عبر الأقنية الرسمية حصراً .  

اضافة إلى مناقشة امكانية وضع آلية لتفعيل التعاون العلمي بين الجانبين وشرح موضوع إنفتاح سورية على التعليم العالي من خلال السماح للجامعات الخاصة ووضع الأسس والقواعد الناظمة لهذه الحامعات مع التراكييز على معايير الجودة والاعتماد فيها .


20080618-081909.jpg


وبحث الدكتور / بركات/ والوفد المرافق له خلال لقائه مع رئيس جامعة / هانوفر/ ومساعديه امكانية اقامة ماجستير مشترك بينها وبين جامعتي تشرين والبعث في مجالات الطاقات المتجددة والطاقة الشمسية وطاقة الرياح إضافة إلى إمكانية ايفاد عدد من الطلبة السوريين للتخصص في مجال التقانة الحيوية حيث أعرب الجانب الألماني عن قبوله لمثل هذا التعاون وأبدى رغبته باستقبال الطلاب السوريين .

بعد ذلك اطلع الوزير خلال جولته على الأقسام التخصصية التي تعنى بها جامعة / هانوفر/ لهذه الدراسات مثل قسم الهندسة الجيوتكنيكية المهتم بانشاء المزراع الربحية وعلاقته بالصناعة العلمية ومركز التقانة الحيوية الزراعية الذي يضم المخابر البحثية والتدريسية وينجز فيه البحوث العلمية المختلفة فيما التقى الوزير مع الطلبة السوريين الدراسيين في هذه الجامعة واستمع إلى عدد من المعوقات والصعوبات التي تعترضهم مؤكداً ايجاد والحلول المناسبة لها بينما عبر الطلبة عن اعجابهم بالمستوى العلمي والخبرات التي تقدمها الجامعة .

من جانب آخر قدم رئيس هيئة رؤساء الجامعات الألمانية خلال لقاء زيارة الدكتور / بركات/ لمقر الهيئة عرضاً عن آلية عمل هذه الهيئة والقوانين الناظمة لعمل الجامعات وطرق القبول واعداد الطلاب المقبولين في الجامعة ونسبة قبول الطلبة الأجانب فيها. فيما بحث وزير التعليم العالي خلال اجتماعه مع ادارة بنك التنمية الألماني موضوع تمويل  معهد إدارة المياه المقرر إقامته في مدينة /حمص/ ، وابدى الجانب الالماني عن تجاوبه ورغبته في تمويل هذا المشروع .

وتم خلال زيارة وزير التعليم العالي والوفد المرافق له إلى جامعة كولن الالمانية للعلوم التطبيقية واجتماعه مع الكادر العلمي والاداري المشرف على مشروع إدارة المياه في المناطق الجافة مناقشة امكانية اقامة مثل هذا المشروع في سورية بالتعاون مع الجامعات الألمانية بهذا الشأن حيث قدم رئيس الجامعة تصوراً لاقامة مثل هذه المشاريع من خلال اتمام معادلة هذا البرنامج بشهادة الماجستير والبحث عن آلية قبول الطلاب . بعد ذلك التقى الوزير الطلبة المنتسبين إلى هذا البرنامج استمع خلاله إلى ورشة عمل عن هذا البرنامج قدمه إحدى الطلبة السوريين كما وقع الدكتور/بركات/ والبرفسور/ كرستيان بودي/ السكرتير العام لهيئة /الدااد/ للتبادل الأكاديمي العلمي الالمانية في مدينة ريون/ على اتفاقية تعاون علمي في مجال التبادل العلمي والبحثي بين الجامعات السورية والجامعات الألمانية في اطار التنسيق التبادل وايجاد الوسائل والآليات العلمية لتفعيل وتطوير الأبحاث المشتركة والدراسات العليا بين الجانبين .

وتضمنت الاتفاقية آليات عمل لمتابعة سير دراسة الموفدين الذين تم قبولهم مع الاشراف العلمي و الاداري عليهم من قبل الهيئة اضافة إلى تأمين تراخيص العمل اللازمة للموفدين في الاختصاصات الطبية ودراسة أيضاً المراحل التحضيرية لانشاء المعهد العالي لادارة الموارد المائية الذي يتم احداثه في مدينة /حمص/ وبحث امكانية اقامة ماجستيرات مشتركة مع بعض الجامعات ضمن مواضيع مرتبطة بسوق التنمية .


20080618-082134.jpg


وتأتي هذه الاتفاقية في إطار تعريز وتقوية العلاقات الثنائية بين سورية والمانيا التي تعتبر مؤشراً على تطور العلاقات القائمة مع دول الاتحاد الأوروبي التي شهدت في الأونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية .

وكان اجتماع قد عقد في المقر الرئيسي لهيئة / الدااد/ الالمانية بين الوفد السوري ومسؤولي الهيئة نوقش خلاله مشروع الاتفاق السوري الألماني بخصوص التبادل الطلابي لدراسة الدكتوراه لصالح الجامعات السورية والهيئات البحثية وإضافة بنود جديدة إلى الاتفاق يقضي بموجبه تقديم دعم ألماني لأقسام اللغات الألمانية في كلية الآداب في الجامعات السورية وطرق الاتصال بها لتفعيل أي تعاون علمي معها .

وقدم وزير التعليم العالي خلال اجتماع عقده مع الطلبة الدراسين في المقر السابق للسفارة السورية في مدينة / بون / بحضور الوفد العلمي المرافق له والملحق الثقافي والتجاري في السفارة وممثل الجالية السورية عرضاً عن المستجدات السياسية في المنطقة مؤكداً على موقف سورية المبدئي والثابت تجاه قضايا الأمة والدور النهائي الذي لعبه السيد الرئيس في نجاح القمة العربية بدمشق واتفاق الدوحة في معالجة الوضع اللبناني ورغبة سورية في احلال السلام العادل الذي يعيدالحقوق والارض إلى اصحابها .

واستعرض الدكتور/ بركات/ خلال الاجتماع استراتيجية تطوير التعليم العالي والدور الهام الذي يقوم به الموفدين السوريين من خلال اكتسابهم المعرفة والخبرة التي تسهم في تطوير ورفع وتيرة العملية التعليمية والارتقاء بها إلى الأمثل فيما تم مناقشة أوضاع الطلاب الدارسين وقضاياهم المتعلقة بأمورهم الدراسية والاجتماعية والاقتصادية وايجاد الحلول المناسبة لها. فيما عبر الطلبة عن اعتزازهم وفخرهم للسيد الرئيس ووجهوا كل التحية والمحبة والتقدير للاهتمام الكبير الذي يوليه للعلم والعلماء والتعليم العالي في سورية بشكل خاص وما تحقق من قفزة نوعية على هذا الصعيد كما وجه الطلبة شكرهم العميق لوزارتي التعليم العالي والمالية وإلى الاتحاد الوطني لطلبة سورية على ما بذلوه في زيادة الرواتب للموفدين لتحسين أوضاعهم المعيشية في دول الايفاد وعلى زيادة مدد الايفاد للاختصاصات الطبية مؤكدين عزمهم وتصميمهم على متابعة دراستهم وتحقيق النجاح والتفوق والعودة إلى الوطن لخدمة مجتمعهم .

ويشار على أن وزارة التعليم العالي أبرمت العديد من الاتفاقيات الدولية منذ عدة سنوات في المجالات العلمية والبحثية منها اتفاقية بناء القدرات مع الجانب البريطاني واتفاقية إيفاد المعيدين مع الجانب الفرنسي والألماني والتي تمكنّ الجامعات والمعاهد السورية من خلالها إيفاد المئات من معيديها للدراسات والتخصص في جامعات هذه البلدان لاكتساب الخبرات وبناء القدرات العلمية في شتى المجالات .

ويبقى هناك العديد من التحديات الأخرى التي لابد من مواجهتها لما لها من انعكاسات كبيرة وخطيرة على جودة العلمية التعليمية أهمها الكثافة الطلابية الهائلة التي لا مفر من التعامل معها وضبطها كي تظل الجامعات الحكومية في سورية بمستوى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها وتؤدي دورها كاملاً في دعم قدرات هذا الوطن وسنداً حقيقياً لعملية التنمية .