الصفحة الرئيسية   الأخبار الإعلامية  
التعليم العالي يشارك في مؤتمر باريس حول أنظمة البحث العلمي والابتكار لأغراض التنمية الزراعية والغذائية
الأثنين, 9 حزيران, 2008

وقد استمد هذا المؤتمر الذي شارك فيه ثلاثمائة خبير وممثل عن المراكز البحثية المتخصصة في مجال التنمية الزراعية والغذائية من أربعين بلداً من مختلف أنحاء العالم أهمية خاصة من كونه انعقد عشية التئام القمة العالمية للغذاء في روما وكان بمثابة النافذة العلمية التي أطل من خلالها صناع القرار المشاركون في قمة روما على التحديات التي تنتظر عالمنا سريع التغير الذي نعيش، والتي يأتي في طليعتها موضوع الأمن الغذائي والارتفاع الحالي لأسعار الغذاء والتغيرات المناخية والنقص المستمر للموارد الطبيعية ومصادر الطاقة والتداعيات المرتبطة باستدامة البيئة.
 
لقد شكل مؤتمر باريس فرصة لتسليط الضوء أكثر من أي وقت مضى على الدور الهام والحيوي المناط بمنظومات البحث العلمي الوطنية في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء لمواجهة هذه التحديات، خاصة وأن مخرجات المؤتمر كشفت أنه وعلى الرغم من التقدم العلمي الحاصل في ميادين الزراعة والغذاء فإن المخزون المعرفي العالمي المتوفر في الزراعة لم يعد كافياً لتحقيق الأمن الغذائي وأن البحث عن آليات جديدة ترتكز على الابتكار في البحث العلمي الزراعي بات من أولويات البحث العلمي، وأن الأمن الغذائي لم يعد قضية زراعية فقط بل وأيضاً قضية اقتصادية وصحية وسياسية متعددة التخصصات، ولا بد للدول من إعادة النظر في السياسات الحكومية على مستوى المنظومات الوطنية للعلم والتقانة والابتكار.
 
وكان من الرسائل الهامة التي خرج بها المؤتمر تلك الموجهة الى الدول النامية حول حتمية إسهامها في إنتاج المعرفة العلمية والتقانية في هذا المجال وبناء القدرات الوطنية الضرورية لإنتاج هذه المعرفة، وأن الاكتفاء بنقل المعرفة والتقانة الى هذه الدول لم يعد مجدياً ولابد من شراكات إقليمية وعالمية لتعزيز هذا التوجه. وبالفعل فقد صدر عن المؤتمر برامج ومبادرات واعدة يقوم جميعها على تعزيز أسلوب التعاون الدولي المشترك في البحث العلمي والابتكار في مجال الزراعة والغذاء كأولوية وطنية وإقليمية وعالمية.
 
 
تجدر الإشارة الى أن وزارة التعليم العالي الراعية لمنظومة البحث العلمي في سورية، وضمن إستراتيجيتها لتفعيل البحث العلمي في الجامعات، وضعت الموضوع الزراعي والغذائي على رأس أولوياتها في البرامج البحثية المشتركة التي تربطها مع العديد من الدول والمؤسسات العلمية العربية والعالمية، وهي في سبيل ذلك تسعى الى امتلاك وتطوير وتسخير التقانات الحديثة المستخدمة في هذا المجال حيث تأتي التقانات الحيوية في مقدمة تلك التقانات.
 
والجدير بالذكر أيضاً أن أسبوع العلم( الثامن والأربعون) الذي يقيمه المجلس الأعلى للعلوم في شهر تشرين الثاني القادم برعاية كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية سينعقد تحت عنوان:
 
" الثروة الحيوانية في سورية/ الواقع وآفاق التطوير"
 
لما لهذه الثروة من أهمية بالغة في الاقتصاد الوطني ونظراً للحاجة الملحة لتطويرها بهدف تأمين الاحتياجات المحلية المتزايدة من جهة، وتأمين فوائض تصديرية تدعم الاقتصاد الوطني من جهة أخرى ولكي تتبوأ سورية بذلك مكان الصدارة بين دول الشرق الأوسط في الإنتاج الحيواني، خاصة وأنها تعد تاريخياً المقر الأول لاستئناس الحيوانات المجترة. وغني عن القول انه بدون تسخير مستجدات العلم والتقانة والأخذ بناصية البحث العلمي لن نتمكن من بلوغ هذا الهدف الاستراتيجي.

اقرأ أيضاً


إرسال لصديق

طباعة بدون صور

طباعة مع صور