بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي ووزير الصحة الدكتور مصعب العلي ومدير مشفى البيروني الدكتور رضوان الاحمد ورئيس جمعية أمل الدكتور عبد الرحمن زينو تم افتتاح مشفى البيروني الجامعي -قسم المزة المختص بالعلاج الشعاعي، بعد إنجاز أعمال تأهيل وتوسعة شاملة، بالتعاون مع جمعية الأمل لمكافحة السرطان، بهدف الارتقاء بجودة الخدمات المقدّمة لمرضى الأورام وتخفيف العبء عن القسم الرئيسي.
تضمنت أعمال المشروع تحديث البنية التحتية، وتجهيز القسم بأحدث الأجهزة الطبية، إضافة إلى رفع الطاقة الاستيعابية بشكل يُمكن من استقبال أعداد أكبر من المرضى، خصوصاً من المناطق الشمالية والبعيدة، بما يضمن تسريع وتيرة العلاج وتقليص فترات الانتظار.
أكد الدكتور مروان الحلبي أن مشفى البيروني يمثل ركيزة وطنية في علاج الأورام، مشدداً على أن المشروع يُجسّد نموذجاً متقدماً للتشاركية بين الحكومة والجمعيات الوقفية، ويمثل خطوة مهمة على طريق تطوير البنية التحتية للمشافي الجامعية، وتعزيز دورها التعليمي والعلاجي.
وأضاف الوزير "العمل جرى بكفاءة عالية دون أن يؤثر على سير تقديم الخدمات الطبية، والمخرجات كانت متميزة، ما يؤكد كفاءة الكوادر والتخطيط المنهجي للعمل".
كما أشار إلى أن استراتيجية الوزارة القادمة تتجه نحو ربط البحث العلمي بإحتياجات المجتمع، وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني في كل ما ينعكس إيجاباً على تطوير الأداء الطبي.
كما نوه السيد الوزير إلى أن خطة الوزارة تتجه نحو الإنتشار الأفقي الخدمات الطبية وخاصة الخدمات النوعية في مجال الأورام التي تتميز بتوفر كوادر علمية نوعية متميزة في اختصاص الأورام بكل المشافي، آملين التوسع بهذه الخدمات لتصل لكل مواطن بكل عدالة وهذه أحد الرؤى الأساسية للحكومة كاملة.
من جهته، عبّر وزير الصحة الدكتور مصعب العلي عن تقديره لهذا الإنجاز، مؤكداً أن إعادة تأهيل القسم ورفع طاقته الاستيعابية يأتي في إطار توجه حكومي متكامل لتوفير خدمات صحية عادلة وشاملة لمرضى السرطان.
وأوضح أن مرض السرطان لا يؤثر على الجسد فقط، بل يمتد أثره إلى نفسية المريض وعائلته، ونحن كحكومة نعمل كفريق واحد لتقديم منظومة متكاملة من الدعم والرعاية".
وكشف الوزير عن خطط لإفتتاح مركز جديد للأورام في محافظة حلب، إضافة إلى مشروعات مستقبلية لتوسيع خدمات الأورام في عدد من المحافظات، مشيداً بدور جمعية الأمل في دعم هذا المشروع وتحقيق أهدافه الإنسانية.
بدوره، قدّم مدير عام مشفى البيروني الدكتور رضوان الأحمد لمحة عن المشفى، مشيراً إلى أنه يتكون من قسمين: أحدهما في منطقة المزة، والقسم الرئيسي في حرستا.
وقال الأحمد إن المشفى يستقبل يومياً ما بين 700 إلى 1000 مريض أورام يتلقون خدمات علاجية وتشخيصية بشكل مجاني بالكامل.
وأشار إلى أن جهود تطوير القسم قلّصت فترة انتظار المرضى من 4 إلى 6 أشهر لتلقي المعالجة الشعاعية، إلى فترة لا تتجاوز الشهر، فيما تُعالج الحالات الإسعافية خلال أسبوع واحد فقط.
وأكد أن المشفى يعمل كمركز علاجي وتشخيصي وأكاديمي في آنٍ معاً موجهاً الشكر لوزارة الصحة على دعمها المتواصل، وخاصة في المراحل الأولى من المشروع.
من جهته،أشار رئيس جمعية الأمل الدكتور عبد الرحمن زينو أن التوسعة شملت أيضاً قسم الإقامة لمرضى السرطان، لتوفير إقامة مريحة ولائقة للمرضى القادمين من محافظات بعيدة، نظراً لطبيعة العلاج الشعاعي الذي يستدعي الإقامة لفترات طويلة.
وأشار زينو إلى أن جمعية الأمل بدأت بتجهيز الكتلة الأولى من المشفى النهاري، المخصص للمرضى الذين يتلقون العلاج اليومي، ما سيسهم في تخفيف الإزدحام وتسريع دورة العلاج.
وفي ختام الإفتتاح، شدد المشاركون على أن المشروع يمثل نقلة نوعية في خدمات علاج الأورام في سوريا، ويعكس رؤية حكومية متكاملة تقوم على التعاون الوثيق بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، لصالح المرضى والقطاع الصحي بشكل عام.
|