تحت شعار “معاً نحو عام 2030” انطلقت اليوم فعاليات الورشة الوطنية للتخطيط الاستراتيجي لمواجهة السرطان 2025- 2030 التي تقيمها وزارة الصحة بالتعاون مع البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان في فندق الداما روز بدمشق.
وتركز محاور الورشة التي تستمر ثلاثة أيام حول طرح واقع السرطان في سورية والإطار الاستراتيجي لمواجهة السرطان إضافة إلى تشخيص السرطان وعلاجه والرعاية التلطيفية والدعم النفسي لمريض السرطان إضافة لتسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر والوقاية والتثقيف الصحي وتعزيز الرصد والبحث العلمي حول المرض.
وفي كلمة له أوضح وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية أنه رغم ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان عالميا تشهد السنوات الأخيرة وعياً عالمياً وتوجهاً حثيثاً نحو الاهتمام بالتفاصيل المتعلقة بالمرض التي ستساهم بشكل كبير في خفض نسب الوفيات وتحسين مؤشرات المرض وذلك عبر التخطيط الاستراتيجي المشترك كونه مسؤولية وطنية وإنسانية، مشيراً إلى أهمية الورشة كون الحوار ومخرجاته أحد أبرز الركائز في وضع أو تنفيذ السياسات الوطنية.
وبين الدكتور ضميرية أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بمرضى السرطان حيث تعمل على تأمين الأدوية النوعية للمصابين بالأمراض المزمنة ومرضى السرطان وانضمت هذا العام للمبادرة العالمية لمكافحة سرطان الأطفال التي تهدف لتخفيف آلام ومعاناة الأطفال الذين يكافحون السرطان حول العالم وتحقيق نسبة شفاء لا تقل عن 60 بالمئة بحلول عام 2030 لافتاً إلى أنها وضعت بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان والجهات ذات الصلة في وقت سابق بروتوكول الكشف المبكر عن سرطان الرئة وأنها طلبت منذ أيام من الاختصاصيين في الورشة العلمية المهمة المتعلقة بعلم الأمراض التشريحي والجزيئي ضرورة إدراج أطباء التشريح المرضي لكود الورم في تقرير التشريح المرضي وذلك حسب التصنيف العالمي للأورام مما يسهل على مدخلي البيانات العمل ويرفع مستوى الدقة في تسجيل السرطان الأمر الذي ينعكس إيجاباً في جميع تفاصيل المرض وتشخيصه وبالتالي علاجه.
وأكد الدكتور ضميرية أن السجل الوطني للسرطان يبقى المرجع الرئيسي للمعلومات والإحصائيات من خلال تطبيق نظام إبلاغ في كل القطاعات الصحية العاملة وذلك لتأمين مرجع موثوق لجميع الباحثين والقائمين على رسم السياسات الصحية، مبيناً أن تعزيز الواقع الصحي وتوفير الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية والتحكم بالأمراض من العناوين الرئيسية لوزارة الصحة حيث وصل إجمالي عدد الخدمات الطبية المقدمة في المشافي لغاية نهاية أيلول من العام الجاري لما يقارب 20 مليون خدمة مجانية وشبه مجانية.
رئيسة البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان الدكتورة أروى العظمة أكدت أن التخطيط هو الأساس الذي تنطلق منه السيدة الأولى أسماء الأسد في مواجهة السرطان وكل التحديات الأخرى والعناوين الوطنية والاجتماعية التي تهتم بها ولذلك كانت تبحث دائما عن الحلول المستدامة انطلاقاً من أن التحديات الوطنية لا تجابه إلا باستراتيجية متكاملة تقوم على الحلول المتمكنة والمخطط لها لتشكل حلقة مترابطة من الإنجازات.
وأضافت: إنه وانطلاقاً من الرؤية الشاملة للسيدة الأولى لواقع التحكم بالسرطان في سورية جرى تشكيل اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان لتكون مهمتها الأولى والأساسية وضع الخطة الوطنية والاستراتيجية للتحكم بالسرطان وخطتها التنفيذية لتعمل فيما بعد بالتنسيق والتعاون مع كافة الجهات المعنية لتنفيذها وبعد تشكيل اللجنة تم الانتقال لمفهوم البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان.
وقالت الدكتورة العظمة: إننا نبني على إنجازات السنوات السابقة وما زال الطريق طويلاً مستفيدين من نجاح السيدة الأولى أسماء الأسد في تحويل المبادئ الى عمل وترجمتها خططاً وإنجازات وهي التي ترعى وتقود هذا التحدي الوطني الذي بدا في لحظة ما صعباً ومستحيلاً لكن توفر الإرادة القوية جعل من هذا التحدي فرصة لنثبت لأنفسنا جميعاً أن الإرادة هي أساس أي عمل، مشيرة إلى أن الورشة اليوم تعتمد على توحيد الجهود والتوجهات بين القطاعات والمؤسسات الحكومية المختلفة والمؤسسات الأهلية المعنية وعلى استمرار التنسيق فيما بينها لخلق أفضل مقومات ممكنة لمواجهة مرض السرطان ضمن منظومة تتكامل وتتعزز فيها الجهود العلمية مع التقنية والإنسانية والإدارية والمؤسساتية للوصول إلى التقليل من نسب الوفيات التي يتسبب بها السرطان.
وأوضحت الدكتورة العظمة أن اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان عملت بالتعاون مع وزارة الصحة على عقد جلسات حوارية تتناول جميع محاور الخطة الوطنية الاستراتيجية التي طورناها للسنوات الخمس القادمة من أجل التوافق على صيغتها النهائية ووضع خطتها التنفيذية التي تتضمن تحديد الجهة المسؤولة والجهة المتابعة لمكونات البرنامج لتنفيذها مع تحديد المخطط الزمني للتنفيذ ومؤشرات النجاح، مبينة أن اللجنة ستعمل بعد الورشة مع كافة المشافي ومراكز وأقسام الأورام على مراجعة مسودات الخطط الاستراتيجية والتنفيذية للبدء بتنفيذها.
بدورها رئيسة دائرة التحكم بالسرطان في وزارة الصحة وعضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتورة لينة الأسعد أكدت أهمية الورشة لتحديد استراتيجية مواجهة السرطان خلال الخمس سنوات القادمة وهذه الورشة تختلف عن غيرها كونها تعمل على توطين فكرة تخطيط العمل وتحديد الأولويات وهي مشتركة بين جميع القطاعات المعنية وتتناول كل ما يهم ويسهم في مواجهة مرض السرطان والوصول إلى مخرجات ستتحول لتوصيات ووضع آليات للتنفيذ والوصول إلى الغاية الأسمى وهي وطن بعبء سرطان منخفض.
وخلال محاضرتها عن واقع التحكم بالسرطان في سورية وعبء السرطان الحالي بينت عضو اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان المهندسة رنده برهوم أن عبء السرطان كبير وأن 60 بالمئة من نسب حدوث السرطان هي بالدول منخفضة ومتوسطة الدخل وهي الأكثر بالوفيات، معتبرة أن السرطان هو تحد وطني وهو السبب الثالث للوفيات في سورية ويمكن أن يزيد عبء المرض في سورية أكثر من 140 بالمئة خلال العام 2030 مشيرة إلى التحديات التي يمكن مواجهتها للتحكم بالسرطان وأن المهنة والنشاط البدني والإشعاعات والإنتانات تسهم بشكل كبير بالإصابة بالسرطان إضافة لعوامل الخطورة التي يمكن مواجهتها والتشخيص والعلاج من خلال التشريح المرضي والتصوير الشعاعي والطب النووي.
وأشارت الصيدلانية مايا حسن خلال محاضرتها إلى أن البرنامج الوطني حقق خلال السنوات الماضية إنجازات عديدة ضمن خطة وطنية خمسية وتحديد الأولويات ورصد التحديات والموارد وعمل على تطوير المنظومة الطبية لجهة التجهيزات الحديثة والأدوية وتأمين الكوادر البشرية عبر دعم الاختصاصات المطلوبة في العلاج والتشخيص، لافتة إلى أنه بعد افتتاح مركز الخلايا الجذعية عام 2020 استفاد أكثر من 45 طفلاً من خدمات المركز وأكثر من 2000 مريض من خدمات مركز تشخيص العلاج الإشعاعي.
حضر افتتاح الورشة وزراء التربية الدكتور محمد عامر مارديني والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام حسن والشؤون الاجتماعية والعمل المهندسة سمر سباعي والإعلام زياد غصن ومدير عام هيئة الطاقة الذرية الدكتور إبراهيم عثمان وأعضاء اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان وعدد من المؤثرين والناجيات من السرطان ومديري المشافي والمعنيين. |