تحت عنوان “طرق ابن سينا” انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الروسي السوري الدولي الثاني للصحة، وذلك في كلية الطب بجامعة دمشق.
ويهدف المؤتمر الذي يقام بالتعاون والتنسيق مع كل من وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال الرعاية الصحية بين روسيا الاتحادية وسورية.
ويتضمن المؤتمر الذي يستمر يومين جلسات عامة، وجلسات تخصصية حول طب العيون والأورام والأعصاب والطب النفسي وطب التوليد وأمراض النساء وطب حديثي الولادة والتقنيات المخبرية في الطب التناسلي وطب الأطفال والتخدير والإنعاش وضمان السلامة البيولوجية وعلم الأوبئة والأمراض الجلدية، إضافة إلى أنشطة أخرى ضمن البرنامج العلمي.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام حسن في كلمة له خلال الافتتاح أن انعقاد المؤتمر في البلدين ما هو إلا تجسيد لتطور العلاقات السورية الروسية التي تتقدم بشكل ملحوظ ومستمر وتشهد الآن قفزات نوعية في عدة مجالات وتتطور وفق توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس فلاديمير بوتين، ويعتبر ذلك تتويجاً لما يجمع شعبي البلدين من محبة واحترام متبادل ورغبة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وفي إطار الدعم الذي تقدمه روسيا دائماً لبلدنا سورية في مختلف المجالات، ومن ضمنها التعاون في المجال العلمي والبحثي.
ولفت الوزير حسن إلى اتفاق التعاون العلمي والبحثي والثقافي المشترك بين البلدين والذي يشمل المنح الدراسية ودعم المخابر التعليمية والبحثية وتجهيزاتها وبناء القدرات وإقامة مؤتمرات علمية مشتركة ومراكز علمية بحثية مشتركة أو برامج علمية نوعية مشتركة ودعم قسم اللغة الروسية في جامعة دمشق وجوانب أخرى، معرباً عن أمله بأن يتوسع هذا التعاون في المجالات الأخرى من خلال دعم الجانب الروسي لبرامج مثل بناء القدرات والتدريب والتأهيل للكادر التعليمي ودعم المخابر التعليمية والبحثية ومشافي التعليم العالي.
وزير الصحة الدكتور أحمد ضميرية لفت إلى أن روسيا شريك استراتيجي مخلص لسورية، ودعمها الصحي لم يقتصر على المساعدات التي قدمتها في أوقات الأزمات بل تعدى ذلك إلى الشراكة الفعالة والتعاون الوثيق في مجالات تطوير القطاع الصحي، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية ومنها تأهيل الكوادر الطبية، وتبادل الخبرات إضافة إلى دورها البارز في تقديم المساعدات الإنسانية وإرسال فرق الإنقاذ وإقامة المستشفيات الميدانية في المناطق المتضررة، وتقديم الدعم الفني واللوجستي للجهود المحلية والدولية.
وأشار الوزير ضميرية إلى الإنجازات التي يمكن أن تحقق من خلال التعاون سواء في تطوير الأبحاث الطبية أو تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وتوسيع نطاق التعاون في مجالات الصحة العامة، مؤكداً أن هذا الحوار بين المختصين هو السبيل الأمثل لتعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير نظام صحي قوي يخدم شعبي البلدين ويواجه التحديات الصحية الراهنة بكفاءة.
وزير الصحة الروسي موراشكو ميخائيل بين في كلمة عبر الفيديو أن المؤتمر يهدف للعمل على نجاح مكافحة الأمراض وإنقاذ حياة المواطنين عبر اتباع نهج متكامل وتعاون بين جميع البلدان عبر التدريب، مشيراً إلى تبادل المعرفة الحديثة والخبرات العلمية بين المتخصصين وإدخال التقنيات المبتكرة في مجال الرعاية الصحية.
وبين وزير العلوم والتعليم العالي الروسي فاليري فالكوف في كلمة مماثلة عبر الفيديو أن المؤتمر يساهم في توسيع التعاون العلمي الروسي السوري وتطوير الحوارات البناءة والتواصل المثمر، لافتاً إلى أن سورية هي إحدى الدول الخمس الأولى من حيث عدد المقاعد الدراسية الحكومية في روسيا.
نائب وزير الصحة الروسي أندريه بلوتينتسكي أكد حرص الجانب الروسي على عقد المؤتمر رغم كل الظروف والأوضاع الإقليمية التي تمر بها المنطقة، مؤكداً متانة العلاقات بين الشعبين الروسي والسوري والتي لا بد من تعميقها أكثر في مجالات الصحة والتعليم، مضيفاً: “سنسعى بكل جهودنا لتفعيل هذه الأمور بتعليمات وتوجيهات من القيادتين الحكيمتين في البلدين والتي تحفزنا على دعم هذه النشاطات والفعاليات التي نقوم بها في سورية”، معتبراً أن هذا اللقاء العلمي يدل على عمق العلاقات بين البلدين وأن التعاون في قمته بجميع المجالات وخاصة العلمية والصحية.
رئيس جامعة سيتشينوف الطبية الروسية بيتر غليبوتشكو أكد أن المؤتمر يعزز التعاون الثنائي بين سورية وروسيا وإقامة شراكة حقيقية بين المؤسسات الطبية والتعليمية، ويسهم بتعزيز علاقات الصداقة بين البلدين وبإقامة مشاريع مشتركة جديدة وبحث الأساليب المتقدمة في التشخيص والوقاية والعلاج التي تساعد في الحفاظ على حياة الإنسان وصحته.
بدوره رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان اعتبر المؤتمر نقلة نوعية للتعاون المشترك بين البلدين في المجالات الطبية المختلفة، لافتاً إلى سعي الجامعة لتعزيز الروابط مع مختلف الجامعات ولا سيما الروسية من خلال توقيع الاتفاقيات ومذكرات التعاون.
الدكتور يوسف يوسف مدير معهد كراسنوف لأبحاث أمراض العيون، لفت إلى أن المؤتمر يتضمن 82 محاضرة تتناول مواضيع مختلفة ومتنوعة بما في ذلك الأمراض العينية والجلدية والسرطانات، حيث بدأ المؤتمر بأبحاث متخصصة في أمراض العين، واشتمل على عرض لجراحة حية من روسيا، ما يسهم في إثراء النقاشات العلمية ويعزز فرص التعاون بين الباحثين والأطباء من كلا البلدين، وبالتالي يعود بالفائدة على تطوير الرعاية الصحية.
وبين الدكتور عامر قوشجي منسق الجامعات الروسية لدى جامعة دمشق أن المؤتمر يضم كبار العلماء والأطباء من جامعات دمشق وموسكو الطبية الأولى وبعض الجامعات الأخرى والمسؤولين في مجال الصحة والتعليم العالي من كلا الجانبين، مبيناً أنه سيتم على هامش المؤتمر توقيع اتفاقيات للتعاون العلمي والطبي في كلا البلدين، إضافة إلى محاضرات وعمليات جراحية تنقل مباشرة عبر الإنترنت تقام في الجامعات الروسية والمشافي التابعة لها إلى مدرج كلية الطب البشري ليشاهد الزملاء الأطباء والطلاب هذه التقنيات الجديدة التي تعمل بها الجامعات الروسية، إضافة إلى ذلك هناك محاضرات من كلا الجانبين لتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة للجراحة العينية وفي الأمراض الجلدية وفي عدة تخصصات أخرى من ضمن الوفد المشارك.
الدكتور فادي عيساني رئيس مؤسسة التعاون السوري الروسي تحدث عن دور المؤسسة في تنظيم المؤتمرات السورية الروسية سواء على مستوى القطاع الصحي أو التعليمي بهدف رفد القطاع الصحي والتعليمي في سورية ودعمه وتبادل الخبرات الحقيقية بين الأطباء السوريين والروس ونقل الخبرات الروسية إلى سورية إضافة إلى إيفاد مجموعة من الأطباء السوريين وإقامة المؤتمرات المشتركة سواء في سورية أو روسيا.
حضر افتتاح المؤتمر سفير روسيا الاتحادية بدمشق ألكسندر يفيموف والوفد الأكاديمي والطبي الروسي ومعاونة وزير التعليم العالي والبحث العلمي وعميد كلية الطب بجامعة دمشق وأعضاء الهيئة التدريسية فيها وحشد من طلاب الدراسات العليا والمعنيين.