البعث
عام مضى على إصدار المرسوم الخاص بإحداث جامعة حماة، أمضت منه إدارة هذه الجامعة الوليدة تسعة أشهر في تنظيم العمل الإداري في الإدارة المركزية، والعمل الدؤوب لتطبيق معايير المواصفة العالمية لنظم إدارة الجودة من جهة ثانية، في الوقت الذي تعتبر فيه فسخ عقد الوحدة السكنية الطلابية الثالثة مع المتعهد إنجازاً مهماً.
فلو لم تنجح إدارة الجامعة في نيل هذه الشهادة العالمية لنظم الجودة، لكانت فتحت الباب واسعاً عليها للانتقاد، لكنها كسبت الرهان، ونجحت في نيل المواصفة العالمية لنظم الجودة، والتي لم تنلها جامعة أخرى.
فكيف تنظر إدارة الجامعة هذه الأيام للمستقبل؟ وماذا حققت؟ وما هو واقع الكليات وعمادتها؟.. أسئلة كثيرة كانت محور حوار طويل مع رئيس جامعة حماة الدكتور عزام الكردي، وهذه تفاصيله.
أقل من طموحنا
في معرض إجابته عن سؤال “البعث” عما تم إنجازه خلال عام من عمر الأحداث، قال الدكتور عزام الكردي: ما أنجزناه بعد مرور عام على الافتتاح لا يرقى بالتأكيد إلى مستوى طموحنا وتطلعاتنا، ولكن استطعنا، وفي ظل الظروف الصعبة الراهنة التي يمر بها البلد، أن نحقق بعض ما كنا خططنا له، سواء على الصعيد الإداري أو العلمي، فمكتب الخدمات الطلابية في مبنى الإدارة المركزية، والذي أنشأناه لتقديم خدمات على مستوى عال من الجودة بتقنيات متطورة، هو أحد هذه الإنجازات، وحصولنا على شهادة iso9001:2008 هو إنجاز آخر لجامعة حماة، كما أن النجاح في فسخ عقد الوحدة السكنية الطلابية الثالثة مع المتعهد لا يقل أهمية في رأينا عن بقية الأعمال الكبيرة، كون الجهة المعنية بإنهاء هذا المشروع، أي الوحدة السكنية، ماطلت كثيراً، وتأخرت دون مبررات، لاسيما ما قبل الأحداث الراهنة.
وأضاف الدكتور عزام قائلاً: إن هذا المشروع الذي كان متوقفاً منذ عشرات السنين، هو إنجاز ثالث لنا، متسائلاً: أين كانت الجهات المعنية عن ذلك طيلة هذه المدة رغم حاجة الجامعة الماسة لهذه الوحدة السكنية؟!.
أما على الصعيد العلمي والتعليمي، فإن مجرد سير العملية التعليمية في كلياتنا، وقدرتنا على استقبال الطلاب الوافدين من جامعات أخرى من دون مشكلات كبيرة تذكر، وإجراء امتحاناتهم، هو بحد ذاته عمل لابأس به.
أحلام كبيرة
وماذا عن الإنجازات الأخرى؟.. يجيب الدكتور عزام: أحلامنا وطموحاتنا منذ افتتاح الجامعة كانت كبيرة بمستوى قرار السيد الرئيس بإحداث هذه الجامعة، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، فالأحلام والطموحات دائماً كبيرة، ولكن قد تتوافر الظروف المناسبة لتحقيق بعض منها، ولا تساعد في مكان آخر لتحقيق البعض الآخر، لذلك بالتأكيد لم نحقق كل ما خططنا له، وإنما ما استطعنا إنجازه لا يتعدى جزءاً بسيطاً مما كنا قد وضعناه في أجندتنا.
قلة الإمكانيات
وعن المشاريع التي لم تستطع الجامعة تنفيذها، يقول الدكتور عزام: بسبب قلة الإمكانيات المادية، في ظل ظروف الأزمة المطلوب فيها شد الأحزمة جيداً، وإعطاء الأولوية للمهم والهام من هذه المشاريع، لكن بالتأكيد سنبقى نعمل بجهد ومثابرة لتذليل هذه العقبات ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، بغية الوصول لتحقيق الهدف الذي خططنا له، وهو النهوض بهذه الجامعة.
ربط الجامعة بالمجتمع
قبل إحداث الجامعة، يوم كانت فرعاً لجامعة البعث، كان جل الاهتمام العمل على تعميق البحث العلمي، والتواصل الاجتماعي مع المجتمع الأهلي، أين وصلت الأمور في هذا المجال؟.
البحث العلمي، والتواصل الاجتماعي مازالا يحوزان على اهتمام إدارة الجامعة، وهما من أهم واجباتنا اليومية العملية، ونص عليهما قانون تنظيم الجامعات، ونشر الأبحاث العلمية، والإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه، تعد أساساً لترفيع أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة.
ففي هذا المجال قطعت كلية الطب البيطري، وكلية طب الأسنان شوطاً كبيراً، فضلاً عن افتتاح، العام الماضي، اختصاص الماجستير في كلية الاقتصاد، أما التواصل مع المجتمع الأهلي فهو يحقق شعاراً نؤمن به جميعاً، وهو ضرورة ربط الجامعة بالمجتمع، وفي هذا المضمار أقمنا، ومنذ الأيام الأولى لافتتاح الجامعة، العديد من الفعاليات والنشاطات على شتى الأصعدة: العلمية، والسياسية، والأدبية، والفنية، والرياضية، والتي تنضوي وتحقق هذا الشعار.
واقع الكليات وعمادتها
حول توزع كليات الجامعة في كل من حماة، ومصياف، والسلمية، قال رئيس الجامعة: هناك ثلاث كليات ومعهد تقع خارج مدينة حماة، وهو أمر نراه طبيعياً، فجامعة حماة أحدثت لتكون جامعة في محافظة حماة، ومن حق كل منطقة من مناطق المحافظة أن تطمح لتكون لديها كلية أو معهد، ولكن علينا ألا ننسى ضرورة أن تتوفر المبررات والكوادر الإدارية والتدريسية المؤهلة، فعندما نفكر بإحداث أية كلية، سواء أكانت ضمن مدينة حماة أم خارجها، وتأمين مقر أوسع لكلية العلوم بمصياف، أو تأمين سكن طلابي لطلبة كليتي الزراعة والعمارة، يكون ذلك في مقدمة الأولويات.
المستقبل أفضل
وحول واقع الكليات، وضيق الأمكنة، أكد رئيس الجامعة بأن هناك ضيقاً في بعض الكليات، كما هو الحال بالنسبة لكلية التربية التي تجاوز عدد طلابها ستة آلاف طالب وطالبة، والتي تقاسمها المكان كلية الاقتصاد، وإضافة إلى ذلك معظم الأمكنة التي توجد فيها كليات الجامعة هي مقرات مؤقتة حصلنا عليها من وزارة التربية مشكورة، ومن هنا فإن نظرتنا المستقبلية هي بناء صرح متكامل أسوة بالجامعات الأخرى يضم كافة كليات الجامعة معاً.
في هذا الإطار لدينا أرض بمساحة 1400 دونم في منطقة النقارنة سوف تكون مقراً في المستقبل لجامعة حماة، وقد بدأت الدراسات اللازمة لهذا المشروع، وترسل تباعاً إلى وزارة الأشغال العامة التي سوف تنفذ بناء مشروع أرض الجامعة.
عشرات السنين
بعد عشرات السنين من الانتظار والمماطلة لجهة تنفيذ الوحدة السكنية الطلابية الثالثة، قمتم قبل فترة لابأس بها بسحب الأعمال من الجهة المنفذة، ماذا بعد هذه الخطوة التي اعتبرتموها إنجازاً؟.
لابد من التذكير مستقبلاً بذلك، خاصة أن تزايد عدد الطلاب يتسارع بشكل مستمر، ولذلك يجب أن يرافق هذا التسارع العددي كذلك في مجال عدد الكليات وأقسامها، ولكن في الوقت الحالي ينصب اهتمامنا على استكمال بناء الوحدة الثالثة، محور سؤالكم، رغم أن نسبة الإنجاز فيها كانت قد وصلت لـ 80 بالمئة، وكان العمل متوقفاً فيها لمشكلات قانونية مع المتعهد، ونأمل أن توضع بالخدمة في العام القادم بعد أن تم فسخ العقد، مشيراً إلى أن إدارة الجامعة الآن بصدد تقدير الكلفة المتبقية من الأعمال لاستكمالها بعد رصد الموازنة اللازمة لذلك، وبهذا نكون قد أسهمنا في تخفيف الضغط عن الوحدتين السكنيتين الأولى والثانية.
سبعة آلاف طالب وطالبة
وعن أعداد الطلبة الدارسين في مجال الجامعة أشار الكردي إلى أن العدد يصل لـ 7000 طالب وطالبة، بما فيهم طلبة الدراسات العليا، كما أننا استضفنا ما يقارب خمسة آلاف من طلاب الجامعات الأخرى، وفي مقدمتها جامعتا الفرات وحلب وفروعهما، أما جديد هذا العام فهو السنة التحضيرية للطلبة المقبولين في الكليات الطبية، وهي تجربة نعمل جاهدين على إنجاحها.
فريق عمل
ويختم رئيس جامعة حماة حديثه قائلاً: ونحن نحتفل في الذكرى السنوية الأولى لتأسيس هذه الجامعة، لابد لنا من توجيه أسمى آيات الشكر والامتنان للسيد الرئيس بشار الأسد لإصداره مرسوم إحداث الجامعة، ونعاهده أن نكون أوفياء لهذا الوطن الغالي، وأن نعمل بكل ما أوتينا من جهد وعزم في سبيل بناء هذا الصرح التعليمي الحضاري.
باختصار يمكننا أن نقول: إن ما قدمته الجامعة خلال العام الأول من عمرها التأسيسي يستحق التقدير، وتحديداً لجهة الحصول على المواصفة العالمية لنظم إدارة الجودة، وفسخ عقد المتعهد الذي استطاع المراوغة وإقناع كل المعنيين طيلة السنوات الماضية عن إمكانية أن تكون الوحدة السكنية الثالثة بالاستثمار منذ أكثر من عشر سنوات، لكن إغماض العيون والتطنيش فاقما المشكلة إلى أن تمت مخاطبة وزارة الأشغال بتبني القضية، والانتهاء من الوحدة السكنية بعد استكمال بقية الأعمال المتبقية!.