البعث
أعدت وزارة التعليم العالي خطة إعلامية محكمة للتعريف بالسنة التحضيرية للقبول الجامعي في الكليات الطبية، التي ستطبق اعتباراً من العام الدراسي القادم، وتعوّل الوزارة على نجاح هذه الخطوة في تحقيق العدالة بين الطلبة وكسب ثقة البيت السوري الذي تألم كثيراً من “ضربات” المفاضلة الجامعية بشكلها الحالي، حيث مجموع الدرجات في الثانوية العامة، هو العامل الأساسي في تحديد الرغبات، وهذا ما يشكل ظلماً للطالب لأن مصيره معلق بارتفاع وانخفاض مستوى العلامة.
وحسناً فعلت “التعليم العالي” عندما دعت أهل التربية والتعليم العالي في الجامعات السورية منذ أيام قليلة للتعريف بكل ما يتعلق بالسنة التحضيرية للقبول الجامعي في الكليات الطبية من الألف إلى الياء، وخاصة لجهة ما يتعلق بالمبررات التي دفعت الوزارة لاعتمادها، وما يتعلق ايضاً بمقرراتها وآلية احتساب معدلاتها، ونظامها الدراسي والقواعد التي تحكمها، وغيرها من الأمور الهامة ذات الصلة.
لماذا السنة التحضيرية؟
حسب وزارة التعليم العالي، فإن أهم المبررات التي دعتها لاعتماد السنة التحضيرية تكمن في ازدياد الطلب على التعليم العالي، والحاجة الماسة إلى تحديث سياسة القبول بما يتوافق والمعايير العالمية، بالإضافة إلى أن الشهادة الثانوية لم تعد معيارية، بسبب تغيير آلية منحها عبر دورتين امتحانيتين في العام الواحد، الأمر الذي لا يعكس الوضع العلمي الحقيقي للطالب، خاصة في شريحة العلامات المرتفعة، التي كان فيها الطالب يفقد رغبته على أجزاء من العلامة، فاليوم لم تعد الغاية من التعليم مجرد الحصول على شهادة جامعية، وإنما متطلبات التنمية ومتطلبات سوق العمل وشروطه الحالية تفرض توافقاً بين المدخلات التعليمية ومخرجاتها بحيث تكون ذات جودة ونوعية تواكب المتطلبات الراهنة.
ومن المبررات الأخرى، كثرة مصادر الشهادات العابرة (غير السورية) والتي تخضع في منحها لمعايير مختلفة.
قواعد عامة
هناك العديد من القواعد والأسس التي تحكم السنة التحضيرية على الطالب أن يعرفها جيداً وهي:
القبول في النهاية يعتمد على أساس علامة الثانوية العامة + نتائج السنة التحضيرية بعد امتحانات موحدة ومؤتمتة.
*علامة العملي للمقرر لا تدخل في حساب المعدل سواء كان ناجحاً أم راسباً، كما أن السنة التحضيرية تعد من السنوات الدراسية للطالب.
النظام الدراسي
(15) مادة تحكم النظام الدراسي في السنة التحضيرية يثار حالياً حولها الكثير من النقاش بين أهل التعليم العالي من أبرزها:
*عدد الطلاب المقترح قبولهم في السنة يجب أن يحدد في بداية العام وفق الطاقة الاستيعابية للكليات في جميع الجامعات الحكومية سواء في التعليم العام أو الموازي أو بالنسبة للسوريين المقيمين، أو الطلبة العرب والأجانب.
*توزيع الطلاب على الجامعات في السنة التحضيرية سيتم وفق مصدر الشهادة الثانوية، وبالنسبة للطلبة السوريين غير المقيمين فسيوزعون حسب قيد نفوسهم، وأما العرب والأجانب فلهم الخيار في الجامعة التي يرغبون بالقيد فيها، أو ربما يتم توزيعهم على الجامعات حسب معدلاتهم في الثانوية العامة.
*يعتبر ناجحاً فيها كل من يحصل على معدل قدره 60 بالمئة في مجموع علامات المقررات الخاصة بالسنة، بشرط ألا يقل معدل 40 بالمئة من تلك المقررات عن 40 بالمئة، مع ملاحظة أن تكون علامة السنة التحضيرية رائزاً في القبول، بحيث تحدد نوعه (تعليم عام أو موازٍ) في جميع التخصصات الطبية.
*يعتمد مبدأ التكامل بين المقررات ويعد الطالب ناجحاً إلى السنة الثانية إذا حصل على معدل لا يقل عن الـ 60 بالمئة بشرط ألا يزيد عدد المقررات التي يكون معدله فيها أقل من 60 بالمئة وأكثر من 40 بالمئة عن 40 بالمئة من عدد المقررات، بينما يعتبر راسباً إذا كان يحمل أكثر من 40 بالمئة من عدد المقررات (بعد التكامل) ويطالب في إعادة المقررات الراسب فيها فقط قبل التسجيل في السنة الثانية، وفي حال الرسوب في هذه السنة للمرة الثانية يعد مستنفذاً.
*يعتبر الطالب مترفعاً إلى السنة الثانية إذا كان عدد المقررات التي يحملها لا يزيد عن الـ 40 بالمئة من المقررات، وفي هذه الحالة يسجل في السنة الثانية ويعيد المقررات الراسب فيها.
في موضوع الفرز
وتفيد المادة (11) من النظام الدراسي للسنة التحضيرية:
أ- يعتمد النظام الفصلي المعدل، وفي هذه الحالة يقدم الطالب مقررات كل فصل على حده ويفرز على اساسها، ويحق للطالب الراسب والمنقول الدخول إلى دورة ثالثة ولا تؤثر نتيجتها في فرزه.
ب- ويعتمد النظام السنوي، وفي هذه الحالة يقدم الطالب مقررات الدورة الأولى ويفرز على أساسها ويحق للطالب الراسب والمنقول الدخول الى الدورة الثانية ولا تؤثر نتيجتها في فرزه.
ج- يعتمد النظام الفصلي وفي هذه الحالة يقدم الطالب المقررات التي رسب فيها في الفصل الأول في الفصل الثاني ولا تدخل في موضوع فرزه، ويفرز على أساس نتائج المقررات التي نجح فيها بالفصل الأول فقط، والمقررات التي نجح فيها في الفصل الثاني فقط، ولا تدخل المقررات التي كان راسباً فيها في الفصل الأول، ونجح فيها بالفصل الثاني في موضوع فرزه.
نقاط أخرى هامة
هناك الكثير من النقاط الهامة الأخرى التي يجب على الطالب أن يعرفها ليكون على بيّنة من كل شيء منها:
*يحق للطالب في نهاية السنة التحضيرية تغيير قيده إلى شريحة أخرى مهما كانت نتيجته ويعفى من المقررات المتماثلة في الاختصاص الذي حول إليه.
*لا يدخل معدل السنة التحضيرية في معدل التخرج.
*يخضع أبناء أعضاء الهيئة التدريسية وذوو الشهداء للمفاضلة الخاصة بهم قبل بداية السنة التحضيرية، وبعد قبولهم فيها يفرزون فيما بينهم وفق القواعد والأسس الناظمة للسنة وأساس المفاضلة الخاصة بهم.
*لا يحق للطالب الدخول إلى الامتحانات النظرية للمقررات التي لها جانب عملي ما لم يكن ناجحاً وعلامة النجاح فيها 40 بالمئة.
*يستفيد الطلاب الاوائل في السنة التحضيرية على مستوى الجامعات من جائزة الباسل للتفوق العلمي.
حالة صحية
كان متوقعا أن يثير اعتماد الوزارة للسنة التحضيرية الكثير من النقاش والمزيد من الاستفسارات، والملاحظات، وخاصة لجهة نوعية ومضمون المواد الخاصة بالسنة وعدد المقررات والساعات الدرسية، أو ما يتعلق بالقبول الاستثنائي، مع مطالبة بإعادة النظر بموضوع التثقيل، والاعتماد على معدل السنة التحضيرية فقط دون معدل الثانوية العامة، كما أن هناك مداخلات اعترضت على نسبة المعدلات، والخوف من أن ينخفض مستوى طلبة الكليات، وضياع رغباتهم الحقيقية!.
يشار إلى أن مجلس التعليم العالي كان قد أقر نهاية العام الماضي اعتماد سنة تحضيرية للقبول الجامعي في الكليات الطبية بدءا من العام الدراسي 2015-2016 كمعيار يضاف إلى معدل شهادة الثانوية العامة وبلغ عدد الطلاب المسجلين في الكليات الطبية بالجامعات السورية للعام الدراسي الحالي نحو 9500 طالب وطالبة توجد إشارات استفهام على معدلات البعض منهم نتيجة ظروف الفوضى التي طالت بعض المراكز الامتحانية في مختلف المحافظات، ولم تتخذ وزارة التربية بشأنها أي إجراءات!.